حافلة بالعطاء الاعلامي في الاردن وفلسطين . ونعى نقيب الصحفيين الزميل عبد الوهاب
الزغيلات الصحفي رجا العيسى مستذكرا مناقب الفقيد، ودوره الكبير في الارتقاء
بالصحافة الأردنية والفلسطينية خلال العقود الماضية، في ظل ظروف وعواصف اقليمية
تعرضت لها المنطقة على مدار الستين عاما الماضية.
ويعتبر العيسى من الرعيل الأول
في الصحافة الأردنية اذ انضم في عام 1975 الى جمعة حماد، سليمان عرار ، محمود
الكايد ، محمد العمد ” ، الذين اشتروا حصة الحكومة من جريدة الرأي التي اسسها
الشهيد وصفي التل عام 1971 .
وولد الصحفي رجا العيسى في مدينة يافا عام 1922
ينتمي لعائلة تميزت بالفكر والأدب والسياسة واسس والده عيسى العيسى صحيفة فلسطين
عام 1911.
أنهى رجا دراسته الثانوية برام الله ودخل الجامعة الأمريكية ليتخرج
فيها حاملا شهادة بكالوريوس في العلوم السياسية عام 1943.
واشتغل في جريدة
فلسطين التي حملت هموم الشعب الفلسطيني طوال صدورها وخاصة قبل المشهد الأخير، وفي
آخر عدد من صحيفة فلسطين الذي صدر في 21 /3/ 1967 كتب تحت عنوان ” حتى نعود وتعود
”، يقول فيه بيني وبينها رفقة حياة، احلام طفولة وعواطف فتوة وعزم شباب وسهر
ليل.
حملته كارثة النكبة للسفر لمصر حيث استقر عامين ومن ثم رجع لبيت المقدس
وعاد لإصدار صحيفة فلسطين التي حملت على أكتافها تاريخا طويلا من النضال القومي في
السنوات الطوال التي صدرت بالقدس (1950-1967) ثم استقر رجا العيسى في عمان وانتخب
عام 1951 كاول نقيب للصحفيين الاردنيين في الانتخابات التي جرت في مدينة اريحا
.
وبمناسبة دمج صحيفة فلسطين في جريدة الدستور وإصدارها في عمان. كتب رجا العيسى
مقالة افتتاحية مؤثرة في عام 1967، بعنوان ” بيني وبينها رفقة وحياة ”أحلام
طفولة. وعواطف فتوة. وعزم شباب. وسهر ليال، حيث يقول رجا العيسى : ”رأيت النور وهي
عنواني للتحدي. ومنبر للتبصير ودعوة للإعداد. وشحذ للهمم ونداء لمقاومة الغزوة
الصهيونية ومؤامرات الاستعمار”. ويورد العيسى مقالا آخر نشر في كتاب ”يافا عطر
مدينة” عام 1988 من عمان. حيث ترجع به الذاكرة لفلسطين ويافا قبل النكبة وعن الصحف
الفلسطينية وأهمها ”فلسطين” الذي تربى بها حتى المشهد الأخير