يقال أن الصحفيين
يحبون الأخبار السيئة لأنها تستحق النشر، ولذلك فإن وصول طائرة إلى مقصدها بسلام
ليس خبراً، أما تحطمها أثناء الإقلاع فهو خبر يستحق النشر على الصفحة الأولى.
كتّاب الأعمدة أيضاً
يحبون التصرفات الخاطئة من جانب الحكومة والنواب والهيئات والمؤسسات، لأنها توفر
لهم موضوعات دسمة للكتابة الناقدة، التي تسعد الكاتب وترضي القارئ.
إذا كان الأمر كذلك
فإن معلقي الصحافة يجب أن يكونوا بمنتهى السعادة هذه الأيام، فالمجازر على الطرق
متوفرة، وبعض النواب يراد لهم أن يدخلوا السوق كباعة للإعفاءات الجمركية على حساب
الخزينة، والحصول على مزايا عديدة مع أنهم مكلفون بصيانة المال العام. وإذا لم يكن
هذا كافياً فإن الماء الملوث والأزمة الاقتصادية تسد الحاجة وتزيد.
لكن هناك أخباراً
سيئة تخص الصحافة الورقية نفسها، فالصحف الكبرى في أميركا وأوروبا في حالة تراجع
وتعاني من الخسائر وتسرح الموظفين، وبعضها يعلن الإفلاس ويتوقف عن النشر.
الخصم الجديد الذي
يحاول إزاحة الصحافة عن عرشها هو الأداة البديلة للإعلام. وإذا كانت الصحافة
الورقية قد صمدت أمام الإذاعة، ثم صمدت أمام التلفزيون، فهل تصمد أمام الشبكة
العنكبوتية (الإنترنت)، التي لا تملك ميزة السرعة في النشر فقط، بل المساحة غير
المحدودة للأخبار والتحليلات القصيرة والطويلة.
معركة البقاء الصحفي
في بلدنا ما زالت في أولها، فقد انتشرت المواقع الإلكترونية التي تسمي نفسها
وكالات أنباء، وهي لا تقدم الخبر الطازج وحسب، بل تمكن القارئ من التفاعل مع الخبر
والتعليق أيضاً.
لم تمارس المواقع
الإلكترونية الخبر والتعليق والتحليل فقط، بل بدأت تنافس على الإعلان أيضاً، وهو
مصدر الحياة والبقاء للصحافة الورقية. وما يحدث في العالم اليوم سوف يصلنا في
الغد، فمستقبلنا هو حاضرهم، وهم لم يتوصلوا إلى حلول نأخذ بها؟.
(الرأي) لم تتأثر
سلباً حتى الآن، وبالعكس فقد تحسنت اقتصادياتها الداخلية، وارتفع توزيعها، ومع ذلك
فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي بانتظار أن يداهمها المستقبل، فقد أطلقت موقعها
الإلكتروني (منبر الرأي) وهي تخطط لاستثمارات كبرى ترفد إيراداتها، وتضمن
استمرارية نموها وتنوع مداخيلها. (الرأي) ليست صحيفة ناجحة فقط، بل شركة رابحة
أيضاً، ويجب أن تظل كذلك.