ترتب على احتلال العراق منذ التاسع من إبريل 3002 من قبل قوات التحالف الأنجلو أمريكية تطورات مأساوية على كافة المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والإعلامية، ألقت بتداعياتها المباشرة على مختلف فئات الشعب العراقي وفي مقدمتهم رجال الإعلام والصحافة الذين يعانون الانقسام والتدهور الملحوظ في وضعهم الاجتماعي والمهني والمادي بغياب كيانهم النقابي• فعلى المستوى الأمني تتواصل عمليات السلب والنهب والتي طالت التراث الحضاري والثقافي للشعب العراقي، وظهرت عمليات الانتقام وتصفية الحسابات بين العشائر وبعضها البعض، وارتفعت معدلات العنف والجريمة نظرًا لعدم وجود رادع بسبب غياب السلطة، كما ألقى هذا الوضع بتداعياته المباشرة على الأمن القومي العربي وخاصة لجهة تزايد الاختراق والتغلغل الإسرائيلي في العراق في محاولة لتعظيم مكاسبها السياسية والاقتصادية من احتلاله وتعزيز هيمنتها على المنطقة، وحالة الفوضى والانفلات الأمني وعدم الاستقرار وبروز النزاعات الطائفية فيه والتي عززت من مخاوف دول الجوار وفي مقدمتها دول الخليج التي أصبحت الآن أبعد من ذي قبل عن العراق الذي كان ولازال يمثل تحديًا أساسيًا أمامها• وعلى الصعيد السياسي، يشهد العراق نوعًا من الفوضى الحزبية والسياسية، حيث بلغ عدد الأحزاب المعلنة حتى الآن أكثر من 70 حزبًا اختلفت في التوجهات والأيديولوجيات، قامت في معظمها على أسس طائفية أو عرقية وسعت إلى تكوين كيانات ومؤسسات مستقلة خاصة بها بل ويملك بعضها ميليشيات عسكرية خاصة به، بشكل يهدد بتفكك وانحلال الدولة العراقية خاصة إذا ما تم الاتجاه إلى تكريس وترسيخ فكرة الفيدرالية كنظام حكم• وعلى المستوى الاقتصادي، يبرز هذا الوضع المأساوي واضحًا، حيث يعاني الاقتصاد العراقي من >شلل تاماتحاد العاملين العراقيين يوم 11/6/2003، وارتفع معدل الفقر إلى أكثر من 90% من مجموع السكان البالغ 24 مليون نسمة مقارنة بـ 80% قبل الاحتلال، وتراجعت معدلات الأجور الحقيقية إلى أدنى المعدلات العالمية ( ما يتراوح بين 1-4 دولارات شهريًا)، وانعكس ذلك على التردي الملحوظ في مستوى الخدمات الاجتماعية المقدمة للمواطنين من صحة وتعليم وإسكان ومواصلات واتصالات• وقد لعبت سلطات الاحتلال دورًا مهمًا في تكريس وترسيخ هذا الواقع، وذلك من خلال مجموعة الإجراءات والسياسات الخاطئة التي اتخذتها في إدارة العراق، بدءًا من تجاهلها للفوضى الأمنية العارمة التي تعاني منها البلاد وعدم اتخاذ أية خطوات جادة لإعادة الأمن والنظام، مرورًا بتفكيك معظم المؤسسات السيادية العراقية وترحيل موظفيها مثل قرار حل وزارات الدفاع والخارجية والإعلام والتلكؤ في اتخاذ أية خطوة جادة بصدد إعادة مقاليد الحكم للعراقيين وإنهاء الاحتلال كما وعدت قبل الحرب، وانتهاء بسعيها إلى تعميق الطائفية والعرقية بما يضمن بقاءها لأطول فترة ممكنة في هذا البلد• وقد أدى هذا الواقع الصعب الذي يعيشه العراقيون في ظل الاحتلال إلى تطورات عديدة على الساحة الصحفية والإعلامية ثقافيًا ومهنيًا ووطنيًا وقوميًا، حيث أصبح العراق يعاني من فوضى إعلامية كاملة تعددت فيها الإصدارات الصحفية التي تقدر بمائتي صحيفة تضاربت فيها الاتجاهات السياسية والحزبية، بل والأخطر من ذلك انشقاق كيان نقابة الصحفيين هناك إلى عدة تكتلات وتجمعات تناوئ بعضها البعض، الأمر الذي دفع أمين عام اتحاد الصحفيين العرب الاستاذ صلاح الدين حافظ إلى عقد حلقة نقاشية يو 7/9/2003 في القاهرة دعا إليها مجموعة من الخبراء والمفكرين العرب كان لي شرف المشاركة فيه للبحث في الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذا الوضع ومساعدة الصحفيين العراقيين على تجاوز محنتهم، دون أن يعني ذلك اعترافًا بوضعية الاحتلال أو بنتائجه وإفرازاته• الإعلام العراقي من التقييد إلى الفوضى: وجدت وسائل الإعلام العراقية نفسها فجأة ودون مقدمات في مواجهة وضع جديد لم تعتده طيلة الـ35 عامًا الماضية، فبعد الرقابة الصارمة التي كان نظام صدام حسين يمارسها ضد مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والتي كانت أشبه بفرض >الوصايةبول بريمرسايمون هاسلوكبريمرشبكة الإعلام العراقيةالصباحسومرجورج منصورأحمد الركابيبي•بي•سيهيئة للإعلامالمستقبلعماد عليقوات التحالفقناة الاحتلالسحرالعالمالفوضىالصباحسومرالوقائع العراقيةالعراق اليومبول بريمرالاتحادالتآخيطريق الشعبالساعةأحمد الكبيسينداء المستقبلالمؤتمرفجر بغدادالتضامندار السلامالعدالةالنهضةالطليعةالحوزةالفتوىالكوثرسعد البزازالمستقلةعبد الستار الشعلانضاري الدليميالقبسالعراق الجديدبيان العراقإيفننج ستاندردديلي تلجرافديفيد إندرزحبزبوزالجماهيرالصحافالرصيفكردستان الجديدالإخوةالاتحادلؤي عبد المجيدالجمهوريةالمؤتمرشهاب التميميلا يمثل الجسم الصحفي العراقيالاتحاد الدولي للصحفيينمراسلون بلا حدودالرأي< لنشر هذا البحث•