هل أصبح اختفاء الكاتب الصحفي رضا هلال لغزا يستعصي علي الحل.. وهل سوف يستمر لغزا بلا نهاية ؟ وماهو الدافع الحقيقي لاختفاء هلال كحالة حوار سياسي ثقافي ومنبع غزير للمعلومات من الساحة الآن؟ وما هو الدافع وراء اختفاء هلال الشخص والانسان.
نحن لانملك الاجابة.. كما لانعرف الدافع الذي ربما تكشف عنه الأيام القادمة.. وقد تزيده غموضا!
* ولكن هل هناك من يمكنه تنفيذ الجريمة الكاملة بلا أدني خطأ قد يكشف عنه.. أو يرشد إليه.. وماهي سمات من يرتكب هذه الجريمة اللغز هل يمكن أن يكون شخصا عاديا أو حتي مجموعة أشخاص.. لو افترضنا جدلا ذلك.. فهذا يعني ارتكابهم الجريمة بدافع الخلاف أو الاختلاف المجتمعي.. ولكنها سوف تكون جريمة جنائية عادية تخلف عنها ذيول.. ودلائل تفضح مرتكبيها في أقصر وقت ممكن مهما كانت قوة الدافع الانتقامي.
جريمة منظمة
معطيات اللغز حتي الآن تشير إلي ان جريمة اختفاء هلال تمت بطريقة مدبرة ومحكمة للغاية.. مما يعني أن هناك مجموعة محترفين قد شاركوا في تنفيذها ووضع خطتها مسبقا.
يبدأ سيناريو اختفاء هلال بعد وقت قصير من صعوده المسكن, وتشير معطيات مسرح الاختفاء المريب إلي أن هلال نزل من منزله قسرا.. أي أن هناك من اقتاده عنوة وفي عجلة حتي انه لم يتمكن من اغلاق نوافذ شقته التي وجدت مفتوحة.. مع وضع قفل حديدي علي باب المسكن بطريقة متعجلة.. وأصطحبه إلي اسفل دون ان يشعر أحد أو حتي يشاهد هلال خارجا في صحبة آخرين.. مما يطرح سؤالا.. أين كان بواب العمارة في ذلك الوقت.. وهل غفل عن حراسة العقار طواعية أم أن هناك من أبعده عن موقع حراسته عامدا.. حتي يتم الاختفاء دون أن يكون هناك أي أثر قد يقود الي فك اللغز مع الوضع في الاعتبار أن هلال قد تم اصطحابه في سيارة من أسفل مسكنه حتي لايترجل كثيرا وتطالعه عيون الفضوليين.
المعاينة والبصمات
ومع الاختفاء المفاجئ والغامض نهارا كان لابد من إبلاغ الشرطة للبحث عنه, ومن الطبيعي أن تتم معاينة مسكنه ومحتوياته ورفع البصمات عن بعض الأشياء التي قد تساعد في تحديد سيناريو اختفائه ومنها بالطبع القفل الحديدي الموضوع علي باب المسكن أو الباب نفسه أو أشياء أخري منها فيشة الفاكس التي تم رفعها من شقته مع اختفاء هلال.. علما بأن شقيقه سيد هلال كان أول من دخل مسكن رضا بعد علمه بالحادث وحضوره من السنبلاوين بالدقهلية.
الدافع والاحتمالات
ومع غموض الحادث وتحوله للغز يثير حيرة الجميع ودهشتهم بمن فيهم فريق البحث المكلف بفك طلاسم اللغز فإن كل الاحتمالات تظل مفتوحة سواء كانت سياسية أم اجتماعية.. ويتردد في الوسط الصحفي والثقافي الذي لايكف عن الحديث في هذه القضية اذا كان هناك دافع اجتماعي أو سلوك انتقامي من هلال.. فهل من الوارد تنفيذه بهذه الطريقة المحكمة والمتقنة للغاية دون ترك ذيول أو خيوط قد تكشف الحقيقة كاملة.
وأحيانا يستبعد المتحدثون خاصة العارفين لهلال هذا الدافع لأنه غالبا الدوافع الأنتقامية الجنائية لاتخشي العواقب ولاترتدي أقنعة تحجب الحقيقة طوال الوقت.. وإذا حدث ذلك فهذا يعني أنها تمت بواسطة مجموعة محترفة نفذت خطة متقنة للغاية.. و
الدافع السياسي مستبعد
اللواء فؤاد علام وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق يعرف هلال جيدا وسبق ان التقي به في العديد من المؤتمرات والندوات, ودار بينهما أكثر من حوار فكري, ومن هذا المنطلق يقول: أنا استبعد الدافع السياسي بشكل كبير, لان التوجهات الفكرية لرضا لاتستوجب قيام تيار منظم بارتكاب مثل هذا العمل, فهو في رأيي معتدل في آرائه السياسية, وهناك من هم أوجب ان ترتكب حيالهم هذه الجريمة لو افترضنا جدلا أنها الدافع للاختفاء.. ومع ذلك لم يتعرض أي من هؤلاء للاعتداء أو حتي مجرد التهديد.
ويرجح اللواء علام أن تكون الدوافع جنائية, ولذلك فالبحث سوف يتطرق إلي فحص جميع علاقاته الشخصية والمقربين منه, ومن بين ذلك فحص جميع الاتصالات التي وردت إليه أو صدرت منه من ثلاثة أو أربعة أيام قبل الحادث وحتي آخر مكالمة وردت اليه, مع الوضع في الاعتبار أن يكون قد تعرض لحادث طبيعي.
ويتصور وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق ان هلال قد استدعي بطريقة معينة من شخص قريب منه ومعروض لديه اصطحبه إلي نقطة يعرفها هو جيدا.. ليختفي بعد ذلك.. وأن هذا حدث بطريقة طبيعية هادئة دون أن يشعر أحد مطلقا.
وعن سؤال هل الدوافع الجنائية والاجتماعية قد تقود لارتكاب جريمة بهذه الدقة والأتقان المحكم؟
يجيب اللواء علام بأن وقوع الجريمة الكاملة حتي الآن غير منطقي, لأن خيوط البحث مازالت مستمرة وسوف تستمر لفترة وربما تصل لكشف حقيقة الاختفاء المفاجئ لهلال.. مشيرا إلي أن الدافع للجريمة الجنائية قد يولد في لحظة فجائية ويتطور لأسوأ الاحتمالات!
في نظرة تحليلية للدوافع الجنائية نؤكد انه لايمكن ان تكون هناك جريمة جنائية كاملة فلابد ان تكن هناك ثقب ينفذ منه جهاز البحث الجنائي لكشف غموض الحادث مهما أستغرق ذلك من وقت وجهد.. هكذا يري خبير البحث الجنائي وصاحب عدة مؤلفات في الدوافع الجنائية اللواء سراج الروبي ويطرح رؤيته التحليلية في عدة نقاط منها:
* أن غموض هذا الحادث يزداد تعقيدا كلما كان مرتكبوه لايمتون للنشاط الإجرامي المعتاد بصلة.. حيث أنه من المعروف كلما بعدت المسافة مابين مرتكبي الحادث وبين الملفات الجنائية صعب من مهمة جهاز البحث الجنائي في تحديد شخصية الجاني.
*عندما يكون المجني عليه من فئة المثقفين أو النخبة الذين يتمتعون بدرجة من الذكاء والغموض فقد تكون في حياتهم نقاط معينة قد لايعرفها أو يلمسها حتي أقرب المقربين لشخصية المجني عليه.. وربما تكون هي مفاتيح الحل لكشف غموض هذا الحادث.. ولذلك نقول في البحث الجنائي ان المجني عليه دائما هو الذي يختار الجناة الذين يرتكبون جريمة قد تمس حياته الشخصية, ويري اللواء الروبي أن البحث في دائرة معارف الضحية خاصة المقربين منه جدا.. كفيل بكشف غموض مثل هذا الحادث.
ويشير الروبي قائلا: لكن الغريب في الأمر أن بعض أولئك المجني عليهم قد يكونون بمثابة كتب مغلقة لايستطيع أقرب الناس اليهم قراءة سطر واحد فيها. ومع ذلك فالحركة الدءوبة لرجال المباحث كفيلة بكشف غموض هذه العلاقات التي نطلق عليها في البحث الجنائي العلاقات الدفينة أو ماتحت السطح وهذه هي الدائرة المهمة في البحث في هذه القضية.
سمات الجناة
وعن سمات الجناة أو مرتكبي مثل هذه الاعمال بفرض أنها جريمة جنائية.. يجيب اللواء الروبي في عدة نقاط:
* وجود علاقة مسبقة ومؤكدة بين مرتكبي الحادث والمجني عليه.
* الجناة هنا علي درجة عالية من الثقافة والتعليم, وهم لايقلون في المستوي الثقافي عن المجني عليه.
* أن هناك دافعا خفيا قد لايكون قد طرح حتي الآن وهو الذي حرك أولئك الجناة.
وتشير الدلائل إلي أن المجني عليه قد استدرج إلي نقطة مكانية معينة كانت تحت السيطرة الكاملة لمرتكبي الحادث دون أن يشعر أي من المحيطين بطبيعة هذا العمل, مع الوضع في الاعتبار أن هذا الاستدراج قد تم من خلال شخص أو أشخاص وثيقي الصلة بالمجني عليه.تصور أنه ربما تسير الأمور تجاه الاحتمال الأسوأ من خلال التركيز الاعلامي الشديد مما يجعل مرتكبي الحادث يتصرفون بشكل لايضيرهم جنائيا.. خاصة أنهم معروفون لهذا الضحية وأنه اذا ما ترك حيا فسوف يمثل خطورة علي حياتهم, وهنا من المرجح أن يتم التوصل إليه مع ضعف استمراره علي قيد الحياة.
لكن ماهو جوابك عن وقوع حالات مماثلة حدثت منذ سنوات ولم تتوصل جهود البحث فيها إلي أي نتيجة أو تكشف لغز اختفاء هؤلاء؟ يجيب اللواء سراج الدين الروبي بقوله: ان عدم التوصل إلي شخص اختفي منذ سنوات طويلة لايعني أن هناك جريمة كاملة أكثر الناس حرصا علي إخفاء جوانب من حياتهم هم أكثر الاشخاص عرضة للوقوع في دائرة المحظور أو مايسمي الأخطاء القاتلة.