في دراسة تحليلية أجرتها مؤخراً "هيئة
الدفاع عن الصحافيين" (الـ سي بي جي") ونشرتها في مجلتها الفصلية
"دانجيرس أساينمنتس" (عدد ربيع / صيف 2006)، تصدّرت عشر دول لائحة
البلدان الأكثر تضييقاً على الإعلام والصحافيين في العالم اليوم.
الدول المذكورة، بحسب الدراسة، تقوم أحياناً
بتعريض حياة مواطنيها لأخطار جسيمة جراء حجبها الأخبار ومنعها التغطية الاعلامية.
الأمثلة على ذلك عديدة، أكثرها مأسوية بحسب الدراسة كان في بورما، حيث قامت
الحكومة بالتعتيم على ما أحدثته كارثة التسونامي من أضرار، بشكل كامل. أما حكام
تلك الدول فيفتقرون إلى التسامح والانفتاح ولا يمكنهم تقبّل النقد.
وحلت كوريا الشمالية في المرتبة الأولى. بينما
احنلت روسيا البيضاء المرتبة العاشرة حيث تم مؤخراً اعتقال 24 صحافياً وسجنهم جراء
تغطيتهم للتظاهرات الاعتراضية التي أعقبت انتخابات الرئاسة هذا العام.
دول "التضييق على الصحافة
والصحافيين" العشر الأولى هي:
ـ كوريا الشمالية، برئاسة كيم يونغ. الإرسال
الإذاعي والتلفزيوني في هذه الدولة محصور بموجات تشرف عليها الدولة وتبث عبرها
إعلامها الموّجه. كل الأخبار في كوريا الشمالية تعمّم من قبل وكالة الاعلام
المركزية الكورية.
ـ بورما، برئاسة تان شوي. نظام الحكم العسكري
في هذا البلد يملك كافة الصحف اليومية الصادرة ومحطات التلفزة. كما ويمكن توقيف
المواطنين واعتقالهم في بورما لمجرد استماعهم إلى محطة الـ "بي بي سي"
في العلن.
ـ توركمانستان، برئاسة سابامورات نيازوف. يحتل
الرئيس يومياً العناوين الرئيسية للصحف الصادرة. المحررون في تلك الصحف تعينّهم
الحكومة. مذيعو نشرات الأخبار يبدأون نشراتهم اليومية تلك بمقدمات الولاء
والمبايعة للرئيس الحاكم.
ـ جوينيا الاستوائية، برئاسة تيودورو أوبيانغ
نغويما مباسوغو. يندر وجود صحف خاصة والسبب يعود للضغوط السياسية القاهرة. الإذاعة
التي تشرف عليها الدولة تعلن أن أي انتقاد لنظام الحكم سوف يواجه بالسحق.
ـ ليبيا، برئاسة معمر القذافي. الدولة تملك
جميع المطبوعات الإخبارية ووسائل الاعلام وهي تقوم بحجب كل مواقع الانترنت التي
تخالفها سياسياً. النقد غير مسموح.
ـ إرتيريا، برئاسة أساياس أفيويرقي. البلد
الوحيد في أفريقيا شبه الصحراوية الذي يحظّر عمل وكالات الأخبار والمؤسسات
الاعلامية الخاصة من أريتيرية وأجنبية. شبكة الإنترنت هي حكر على طبقات النخبة.
ـ كوبا، برئاسة فيديل كاسترو. بث الأخبار يتم
تحت اشراف دائرة التوجيه الثوري. المراسلون والصحافيون المستقلون يعانون الاهانة
والملاحقة والاعتقال والتعذيب.
ـ أوزباكستان، برئاسة اسلام كريموف. جرد نظام
الحكم في عام 2005 حملة على وسائل الاعلام مجبراً ثلاث مؤسسات اعلامية على
الاقفال. المراسلون والصحافيون عانوا الملاحقة والاعتقال.
ـ سوريا، برئاسة بشار الأسد. جميع المنشورات في
البلد المذكور تخضع لرقابة واشراف رئيس الوزراء ولا تصدر الا بترخيص منه.
التغطية الاعلامية في سوريا عليلة تماماً، حتى
أن مسؤولاً رسمياً سورياً وصفها بأنها "غير صالحة للقراءة".
ـ روسيا البيضاء، برئاسة اليكساندر لوكاشينكو،
السلطات هناك تمنع البريد من توزيع المنشورات الاعلامية والمطبوعات، وهي تدير
وسائل الاعلام وتصدر أحكاماً بالسجن على من يوجه انتقادات للرئيس.
ولاحظ تقرير "هيئة الدفاع عن
الصحافيين" وجود معطيات عديدة قام بإسناد تحليله عليها، منها:
ـ غياب الاعلام المستقل
ـ وجود الرقابة والشروط المتعسفة.
ـ العنف الذي يمارس على الصحافيين والذين
تنتهجه الدولة وتتبناه.
ـ التضييق على البث الاعلامي الأجنبي.
ـ التضييق والحظر على شبكة الانترنت.
ـ تقييد تحرك الصحافيين.
ـ التدخل في انتاج وتوزيع المطبوعات.
ـ وجود القوانين التي تحظّر النقد.