بدأت قناة «الحرة» التلفزيونية الناطقة باللغة العربية والممولة من الولايات المتحدة يوم السبت الماضي 14/2/2004 بثها في 22 دولة في الشرق الاوسط بهدف تحسين صورة اميركا، ولمنافسة قناتي الجزيرة والعربية الاخباريتين العربيتين في هذه المنطقة. ورصدت اميركا للمحطة 30 مليون دولار لعام 2004.
الى ذلك اعتبر مسؤولان في ابرز القنوات التلفزيونية العربية الاخبارية ان «من المبكر» الحكم على نجاح قناة «الحرة»، «لان هذا النجاح يبقى رهنا بقدرتها كقناة اميركية على كسب ثقة المشاهد العربي». وقال جهاد بلوط المتحدث باسم قناة «الجزيرة» «ان مقومات النجاح الفنية والمادية والمواهب متوفرة للحرة لكن الى اي مدى ستنال ثقة المشاهد العربي؟».
واعتبر مصدر مسؤول في قناة «العربية» من جهته ان «من المبكر جدا تقييم قناة الحرة»، واضاف طالبا عدم كشف هويته انه «لا بد من الانتظار ورؤية موادها وخطها واسلوبها».
وقررت الولايات المتحدة انشاء هذه الشبكة التلفزيونية الناطقة بالعربية في مسعى للتخفيف من تأثير قناتي الجزيرة والعربية الاخباريتين العربيتين اللتين تتمتعان بنسبة مشاهدة عالية.
واكد المكتب الاميركي للبث الاذاعي «بي بي جي»، الوكالة الفدرالية المكلفة الاشراف على هذه القناة التلفزيونية الجديدة الممولة من الكونغرس الاميركي، ان «الحرة» ستكون قبل اي شيء اخر شبكة اخبارية وستكون تغطيتها «دقيقة، متوازنة ومتكاملة».
وقال كينيث توملنسون رئيس «بي بي جي» «سنكون مميزين مثل منارة في سوق اعلامي».
واستطرد نورمان باتيز رئيس ادارة لجنة الشرق الاوسط في بي بي جي ان «جزءا مهما من مهمتنا هي ان نكون مثالا لصحافة حرة بحسب التقليد الاميركي… فالحرة ستقدم افاقا جديدة للمشاهدين في الشرق الاوسط ونعتقد انها ستخلق درجة اكبر من الفهم الحضاري والاحترام».
وقررت الولايات المتحدة انشاء هذه الشبكة التلفزيونية الناطقة بالعربية لتحسين صورتها في الشرق الاوسط والتخفيف من تأثير قناتي الجزيرة والعربية الاخباريتين العربيتين اللتين تتمتعان بشعبية كبيرة في المنطقة.
واعتبر ستيفن زونس المتخصص في وسائل الاعلام في جامعة سان فرنسيسكو ان الشبكة الاميركية الجديدة وان «بدت على جانب كاف من التوازن والموضوعية، فانها يمكن ان تشكل بديلا لوسائل الاعلام الخاضعة لسيطرة الدول» في المنطقة.
وفضلا عن تغطية الاحداث الاقليمية والدولية ستبث الحرة مناقشات وتحقيقات حول مواضيع الساعة ومواضيع اجتماعية مثل الصحة والرياضة ووسائل الترفيه والموضة والعلوم والتقنية كما اوضح المكتب الاميركي للبث الاذاعي «بي بي جي».
وقد شهد اطلاقها بعض التأخير بعد ان كان مقررا في الاصل في ديسمبر (كانون الاول) الماضي. ومن المقرر ان تبث الشبكة نشرتين اخباريتين رئيسيتين لساعة اضافة الى برنامج مقابلات يدعى «فري آور» (ساعة حرة).
وبدأت الشبكة التي يمكن التقاطها عبر شبكتي القمرين الصناعيين «عربسات» و«نيلسات» ببث برامج خلال اربع عشرة ساعة في اليوم ثم ستبث بصورة متواصلة في غضون بضعة اسابيع بحسب «بي بي جي».
ويدير «بي بي جي» فضلا عن الحرة، «راديو سوا» الذي يبث بالعربية، و«صوت اميركا» و«راديو فري يوروب» و«راديو ليبرتي» و«راديو فري آجيا» و«تي.في مارتي» الموجه الى كوبا.
ووصف المسؤولون عن الحرة بـ«المشجعة» النجاحات التي سجلتها اذاعة «راديو سوا» في بلدان عربية عدة منذ اطلاقها في العام 2002 على اثر اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 في الولايات المتحدة.
وواجهت المحطة حتى قبل بدء بثها – ومنذ الاعلان عن نية اطلاقها- تشكيكا من قبل الاوساط الاعلامية العربية المختلفة واتهامات من قبل الاوساط السياسية والشعبية العربية التي اعتبرتها مشروع امريكي(مشبوه) يهدف الى الترويج للسياسات الامريكية في المنطقة العربية بطريقة “غسل الادمغة”.
ومنذ بدء بث برامج القناة حفلت معظم الصحف العربية بمقالات لكتاب اعمدة فيها تشكك في اهداف القناة.