تحتفل الإذاعة الأردنية اليوم الأول من آذار (مارس) بالعيد الخمسين لتأسيسها حيث انطلق في مثل هذا اليوم العام 1959 صوت أردن العرب من عمان لينقل عبر الأثير صوت المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه مبشرا بفجر إعلامي جديد ووجه الراحل خطابه الى الشعب الأردني قائلاً "أحييك من خلال صوتك الصريح وكلي أمل وثقة بأن يكون هذا المذياع منبراً صادقاً ليتحدث اليك عن تاريخ أمتك المجيدة وحاضرها المستيقظ السعيد..
وان هذا الصوت هو صيحة الأردن الواضحة المبشرة بسياستك العربية الخالصة التي ما انفكت تهدف الى الوحدة وتنادي بأن العروبة هي صاحبة الحق في الدفاع عن أوطانها وصد كل اعتداء على العالم العربي الكبير". بدأت الإذاعة الأردنية بثها العام 1948 من مدينة رام الله وفي 24 نيسان (ابريل) 1950،وبعد موافقة مجلس الأمة على قرار وحدة الضفتين أصبحت الإذاعة في رام الله تعرف باسم إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية.
وفي صبيحة الأول من آذار (مارس) 1959 تفضل المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه بافتتاح مبنى الإذاعة الجديد في أم الحيران، كما افتتح جلالته في اليوم ذاته محطة الإرسال الجديدة على طريق ناعور. مدير البرامج والقائم بأعمال مدير الاذاعة مازن المجالي يقول "تطورت الإذاعة بشكل سريع وفعال خلال السنوات القليلة الماضية ابتداء من البث الإذاعي الذي تطور بإرسالاته وساعات بثه حتى تجاوز المائة ساعة يومياً".
في العام 1959 كان هناك أربعة استوديوهات فقط ليرتفع العدد الآن الى سبعة عشر استوديو متطورا وتم إدخال نظام الكمبيوتر على جميع الأعمال الإذاعية وأصبحت الإذاعة الأم إذاعة المملكة الاردنية الهاشمية تشتمل اليوم على خمس محطات إذاعية هي: الإذاعة العربية /البرنامج العام، الاذاعة المحلية/عمان FM، إذاعة القرآن الكريم، الإذاعة الأجنبية باللغتين الانجليزية والفرنسية وجميعها تبث على مدار الساعة، إذاعة اربد المحلية وتبث سبع ساعات يومياً.
ويضيف المجالي ضمن الخطط التشغيلية للإذاعة في المرحلة الحالية وفي إطار الاستراتيجية الإعلامية التي تهدف الى تعزيز الثقافة والترفيه تأتي الأغنية الاردنية بأشكالها المختلفة ضمن الاولويات البرامجية الى جانب الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في برامجها المفتوحة والحوارية التي تطرح الرأي والرأي الآخر.
وتعتمد الإذاعة في برامجها على أسس وقواعد مضامين الخطاب الاعلامي للدولة وتحسين مفهوم الاردن اولاً وتوضيح صورة الاسلام الحقيقية لتكون الاذاعة الوسيلة التي تطرح رؤية الاردن ورسالته بصورة فعالة ولتكون واحداً من أعلام الوطن الحقيقي الذي ينقل رسالة الاردن وصورته الحضارية ومنبراً حراً للمواطن في جميع مواقعه. وعلى مدى الخمسين سنة الماضية ظل صوت عمان صوت الخبر الصادق والتعليق الرزين وصوت الحق والخير والكلمة الطيبة والبرامج الهادفة النافعة والأغنية الملتزمة.
ويتابع المجالي في كل مرة نجد الإذاعة الأردنية نفسها أمام مسؤوليات كبيرة في وقوفها بوجه الحملات التي تشن على أمتنا العربية وشعبنا الصامد في فلسطين العربية ولتبقى صوتاً عالياً منافحاً عن الحق والشرف والخبر وصوت العروبة الأصيل.
وعن حجم الاستماع للإذاعة الأردنية، يوضح المجالي رغم التطورات التكنولوجية وظهور الفضائيات التي أثرت على حجم الاستماع للإذاعات فقد اشارت الدراسات الاستطلاعية مؤخراً الى زيادة في نسبة الاستماع للاذاعة الاردنية نتيجة لإعادة النظر في آليات تفعيل الاذاعة والاستماع إليها، حيث تم اتخاذ عدد من الإجراءات التي تنسجم مع التطور الفضائي نتج عنه زيادة ملحوظة في حجم الاستماع للاذاعة الاردنية كتوسيع المشاركة الجماهيرية في البرامج الاذاعية، اضافة الى الوصول لسقف حرية أعلى ومضاعف ضمن الثوابت الوطنية وتحقيق رغبات فئات المجتمع المختلفة على صعيد المعرفة والاداء السريع والأغنية الهادفة الجذابة.
وأولت الاذاعة الاردنية اهتماماً لموضوع التدريب الاعلامي لموظفيها في مجالات الاتصال الجماهيري واللغة العربية وتأهيل المذيعين والمحررين وتدريب الموظفين الجدد وهي عضو مؤسس في اتحاد الاذاعات العربية وعضو عامل ومشارك في منظمة الاذاعات الاسلامية واتحاد الاذاعات الاسيوية والاوروبية ومنظمة الاذاعات لدول عدم الانحياز.
وحصلت الاذاعة الاردنية مؤخراً على العديد من الجوائز المتقدمة وفوزاً كبيراً ومشرفاً في المهرجانات العربية والعمالية ومنها الجائزة الذهبية عن البرنامج الحواري الإذاعي "فكرة وحضارة" بمهرجان القاهرة العام 2007 وهو من إعداد الزميل حسين الرواشدة، وحصدت الميكروفون الذهبي في مسابقة الاغنية العربية بتونس وهي الجائزة الأولى التي تمنح للعمل المتكامل المتمثل في افضل نص ولحن وأداء والجائزة التقديرية الخاصة للجنة التحكيم في مسابقة الاغنية العربية في صنعاء.
ويقول المجالي مثلما حظيت الاذاعة على الدوام باهتمام ورعاية جلالة الملك المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه فهي تحظى الآن بنفس الاهتمام من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني ضمن رؤية اعلامية متطورة حددها جلالته وتقوم على ان الحرية سقفها السماء مع الاخذ بعين الاعتبار المسؤولية الوطنية المرتكزة على مواقف الاردن وتوجهاته القومية والإنسانية في جميع المجالات.