في ٢٠ اغسطس/آب 2007، برزت صحيفتان جديدتان على الساحة اللليبية “أويا” و”سيرين”. هل تزامن ظهور هاتين الصحيفتين مع إطلاق القناة التلفزيونية الخاصة “الليبية” يعني بداية التغيير في المجال الإعلامي الليبي؟
تطبع صحيفتا “أويا” و”سيرين” (الإسمين الإغرقيين لمدينتي طرابلس وبنغازي) اللتان تم تدشينهما في 1 سبتمبر/أيلول 2007، على ورق أزرق متميزتين بذلك عن الصحف الرسمية، المطبوعة على ورق أخضر، كما أن لهما شكلا وتصميما مختلفا ومتألقا.
في أغسطس/آب، تم إطلاق “الليبية” أول قناة ليبية خاصة، فهل يعتبر هذا مؤشرا يبشر بتغيير الساحة الإعلامية الليبية؟
كل من صحيفتي “أويا” و”سيرين” تملكهما “الغذ”، الشركة التي تملك قناة “الليبية”، وهذه الشركة ملك سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد معمر القذافي، الذي يتحكم نظامه في الساحة الإعلامية اللليبية لثمانية وثلاثين سنة خلت.
“كل من يعرف طبيعة نظام القذافي يدرك أنه لا يمكن خداعه بما يقوم به سيف الإسلام القذافي من “إصلاحات صورية” حسب ما أدلى به فرج بوعشة إلى شبكة الصحافة العربية، و هو صحافي ليبي مستقل يعيش في منفاه الألماني. “كيف لنا أن ندعي أن هذه الوسائل الإعلامية ملك للنظام في حين أنها حكر على نجل القذافي؟” على حد رأي بوعشة، ينفق إبن القذافي كما يشاء مئات ملايين الدولارات من المال العام.
بعض المراقبين يؤكدون أن هاتين الصحيفتين الجديدتين إنتقدتا أعضاء الحكومة كالوزير الأول، بغدادي محمودي، كما تطرقتا إلى مواضيع محرمة في ليبيا. محمد بوسيفي، مدير الغذ وموظف حكومي سابق، قال في بعض التصريحات الصحافية أنه مستعد إلى “الذهاب إلى أقصى حد ممكن في الإنتقاد”. لكن أردف قائلا أنه ليس على استعداد لتجواز “الخطوط الحمراء التي رسمها القائد”.
يحسب بوعشة بأن وسائل الإعلام التي يملكها “ولي العهد المقبل” لا تعدو أن تتطرق إلا إلى المسائل الإقتصادية وتحمل المسؤولية للوزراء الذين هم “عمال في مصنع القذافي”. “تتحدث وسائل الإعلام هذه عن إصلاحات مجردة في حين تتفادى المسائل الحساسة كالعقيد القذافي وأسرته، وعائدات ليبيا من النفط وإنتهاكات حقوق الإنسان، التي أدت إلى قضاء 1200 سجينا سياسيا في معتقل بوسليم، على سبيل المثال”. حسب تصريح بوعشة لشبكة الصحافة العربية. يرى بوعشة أن إنشاء صحافة مستقلة وحرة في ليبيا مستحيل في ظل وجود نظام القذافي الشمولي.
في سبتمبر/أيلول 2006، زار وفد من منظمة حرية الصحافة الدولية، مراسلون بلا حدود، ليبيا لأول مرة. وفي تقرير سنة 2007 صادر عن المنظمة يرد ما يلي: “لا زالت وسائل الإعلام في قبضة الحكومة ولا تعدو أن تكون مجرد بوق للدعاية الحكومية”. والأقلية من الصحافيين الذين تجرؤوا على التعبير عن أنفسهم بكل حرية خلال 38 سنة الماضية إختفوا كلهم أو سجنوا.