أعلنت لجنة حماية الصحفيين أنها ستقوم بتكريم أربعة صحفيين (من أفغانستان وروسيا والمغرب وكوبا) ، وذلك في نوفمبر المقبل خلال حفل تقديم الجوائز العالمية لحرية الصحافة للعام 2003.
الصحفيون الأربعة هم عبد السماي حامد (أفغانستان) ، وأبو بكر الجامعي (المغرب)، وموسى مرادوف (روسيا)، ومانيويل فاسكيز بورتال (كوبا). وكل منهم عانى من انتقام شديد بسبب مساهماتهم الجريئة في العمل الصحفي باستقلالية، في بلدان تعاني فيها المعارضة من صعوبات كبيرة .
إضافة إلى ذلك ، سيتلقّى جون ف. برنز، رئيس قسم المراسلين الصحفيين الخارجيين في صحيفة نيويورك تايمز، جائزة بورتون بنجامين التذكارية التي تقدمها لجنة حماية الصحفيين عن الانجازات التي يحققها الصحفيون طوال حياتهم .
ستُمنح الجوائز خلال حفل عشاء سيقام في فندق والدورف-أستوريا في مدينة نيويورك ، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 25 نوفمبر. وسيرأس الحفل السيد ستان أونيل، مدير عام ورئيس شركة ميريل لينتش. وسيكون عريف الحفل السيد دان راذر ، المذيع المعروف في تلفزيون سي بي أس (CBS) ، وهو عضو في مجلس إدارة اللجنة لحماية الصحفيين منذ العام 1982 .
الفائزون بالجوائز العالمية لحرية الصحافة للعام 2003 :
عبد السماي حامد هو كاتب مستقل ، وناشر ، ورسام كاريكاتير سياسي ، وشاعر، وهو أحد أهم دعاة حرية الصحافة في أفغانستان في الوقت الحاضر. اضطر في العام 1998 للهرب من نظام طالبان وذهب للمنفى، ولكنه عاد إلى أفغانستان في بدايات العام 2002 وأسس منظمة الدفاع عن حقوق الكتاب الأفغان ومجلة تيلايا. وقد اجتذب عداء العديد من الشخصيات المتنفذة في أفغانستان، بسبب المقالات الجرئية والتعليقات الصحفية التي أخذت مجلة تيلايا بنشرها، حول المشاكل السياسية والاجتماعية التي ابتليت بها البلاد. وعلى إثر ذلك تعرض حامد إلى اعتداء من قبل رجلين مسلحين بالخناجر في العاصمة الأفغانية، كابول، وذلك انتقاماً منه بسبب تعليقات ناقدة أدلى بها حول نفوذ أمراء الحرب .
أبو بكر الجامعي هو ناشر الصحيفتين المغربيتين Le Journal Hebdomadaire وشقيقتها صحيفة الصحيفة الأسبوعية ، وهما صحيفتان أسبوعيتان رائتدتان . ومنذ تأسيس الصحيفتين في آواخر عقد التسعينات افتتحت الصحيفتان آفاقاً جديدة في حقل الصحافة المغربية ، وذلك من خلال التحقيقات الصحفية الصارمة حول الفساد الحكومي ، وتحايل الشركات الخاصة ، إضافة إلى تقارير صحفية حول مواضيع سياسية تعد من المحرمات . وفي العام 2000 ، أغلقت الحكومة الصحيفتين بسبب نشرهما رسالة تربط رئيس وزراء سابق بمحاولة لاغتيال الملك الحسن الثاني ، جرت في العام 1972 . وبعد أن أعاد أبو بكر الجامعي افتتاح الصحيفتين تحت اسمين جديدين ، أدين هو وأحد زملائه في العام 2001 بتهمة التشهير ضد وزير الخارجية ، من خلال نشر تحقيق صحفي يتهم الوزير بالفساد . وقد حكمت المحكمة عليهما بالسجن لعدة أشهر وبدفع غرامات مالية وصلت إلى ما يقارب 200.000 دولار أميركي. وقد أُطلق سراحهما بانتظار حكم محكمة الاستئناف .
موسى مرادوف هو رئيس تحرير الصحيفة الشيشانية الوحيدة المستقلة استقلالاً فعلياً ، وهي الصحيفة الأسبوعية غروزينسكي رابوتشي . تعرض مرادوف مراراً للمضايقات والتهديدات من قبل السلطات الاتحادية الروسية ، ومن قبل الثوار الشيشان ، وذلك لأنه يرفض السماح بأن تصبح صحيفة غروزينسكي رابوتشي أداةً بيد أي من طرفي النِزاع المدني الجاري . وفي العام 1996 ، قتل أحد الصحفيين العاملين مع مرادوف أثناء تبادل لإطلاق النيران بين طرفي النِزاع ، كما اضطر مرادوف للبقاء لمدة 14 يوماً في طابق التسوية من مبنى الصحيفة ، أثناء القصف العنيف للعاصمة غروزني . وفي العام 1999 ، قتل صحفي آخر ، كما دمَّرَت قنبلة مكاتب كتّاب المقالات في الصحيفة ، مما أجبر مرادوف على الفرار من الشيشان . ويواصل الآن تحرير الصحيفة الأسبوعية من موسكو ، ويوزعها في الشيشان بالرغم من التقييدات الحكومية المتزايدة على التغطية الصحفية للنِزاع .
مانيويل فاسكيز بورتال كان معلماً في مدرسة ثانوية ، ومستشاراً أدبياً في وزارة الثقافة الكوبية، وصحفيا يعمل في عدة وسائل إعلام تابعة للدولة. ثم بدأ في العام 1995 بالعمل في وكالة أنباء مستقلة ، تدعى كوبا برس . وبعد أربع سنوات من ذلك، ساعد على تأسيس الوكالة المستقلة للأنباء، غروبو دي تراباهو ديكورو (Grupo de Trabajo Decoro) وفي مارس 2003 ، اعتُقل بورتال أثناء حملة قمع هائلة شنتها الحكومة الكوبية ضد قوى المعارضة والصحافة المستقلة. وإجمالاً ، تعرض 28 صحفياً للاعتقال، ومن ثم أدينوا وحكم عليهم بأحكام سجن تتراوح ما بين 14 سنة إلى 27 سنة. ويقضي بورتال الآن عقوبة السجن لمدة 18 عاماً بسبب اتهامات زائفة .
جائزة بورتون بنجامين التذكارية
ستقوم اللجنة لحماية الصحفيين بتكريم جون ف. برنز ، رئيس قسم المراسلين الصحفيين الخارجيين في صحيفة نيويورك تايمز، ومنحه جائزة بورتون بنجامين التذكارية ، والتي تُمنح على الانجازات المميزة التي يحققها الصحفي طوال حياته في قضية حرية الصحافة . وقد أطلق هذا الاسم على الجائزة تخليداً لذكرى المرحوم بورتون بنجامين الذي كان يعمل منتجاً في قسم الأخبار في شبكة تلفزيون سي بي أس CBS ، كما كان قد شغل منصب رئيس مجلس إدارة اللجنة لحماية الصحفيين، وتوفي في العام 1988 .
فاز الصحفي برنز بجائزة بولتزر مرتين على عمله في مناطق الحروب (في العام 1997 لتغطيته الصحفية عن مقاتلي طالبان في أفغانستان ، وفي العام 1993 عن تغطيته الصحفية للبوسنة) . كما فاز مرتين بجائزة جورج بولك (إحداهما عن عمله ضمن فريق صحفي لتغطية الأحداث في جنوب أفريقيا في العام 1979 عندما كانت فترة الفصل العنصري في أوجها ، والأخرى في العام 1996 لتغطيته الصحفية للأحداث في أفغانستان) . بعد أربعة عقود من العمل في الصحافة، عُيّن في إبريل 2003 رئيساً لقسم المراسلين الصحفيين الخارجيين في صحيفة نيويورك تايمز. وكان قد عمل في السابق رئيساً لمكتب الصحيفة في كل من نيودلهي ، وتورنتو ، وموسكو ، وبكين .
وقال السيد ديفيد لافينثول ، رئيس مجلس إدارة لجنة حماية الصحفيين، أثناء إعلانه عن الجوائز ، “لقد تحمّل الصحفيون الأجانب الأربعة الذين سنكرمهم ، مشقات كبيرة والكثير من العنف والحرمان ، من أجل أداء الوظيفة الأكثر أهمية في الصحافة ، وهي : التغطية الصحفية الأمينة والدقيقة لما يشاهدونه يومياً . لم يسعَ أي منهم لأن يصبح بطلاً ، ولكنهم قد أصبحوا أبطالاً بالنسبة لنا .”
وقالت السيدة آن كوبر ، المديرة التنفيذية للجنة حماية الصحفيين، عن الصحفيين ، “في هذه السنة التي ذكّرتنا على نحو مؤلم بالأخطار التي يواجهها الصحفيون أثناء تغطيتهم للحروب ، من المهم أن نكرّم ونقدّر شجاعة الصحفيين المحليين في شتى أنحاء العالم ، الذين يواجهون أخطاراً شبيهة بينما هم يقومون بالتغطية الصحفية حتى قرب أماكن سكناهم .”