تعقيبا على ما افادت به مصادر اميركية من نجاح الحملة، التي يقودها «التحالف ضد وسائل التحريض على الارهاب» CATM، في واشنطن، التي اعلنها المسؤول الاعلامي بيل مكارثي في التحالف، موضحاً ان الشركة الفرنسية تيليكوم منعت نقل اشارات قناة «المنار» الفضائية الى القمر الصناعي «آسيا سات»، اكد مسؤول العلاقات العامة في تلفزيون «المنار»، ابراهيم فرحات، في حديث لـ «الشرق الاوسط»: «ان القناة تنتهج سياسة اعلامية واضحة، اساسها تقديم مادة اخبارية صادقة وموضوعية حول ما يجري من احداث في العالم، وهي ستكمل باعتماد هذا النهج، ومع الحرص دوماً على تطوير اساليب عملها وادواتها رغم قرار منع البث الذي وصل الى آسيا بعد اوروبا واميركا الشمالية».
وكانت قرارات المنع بالجملة قد صدرت من المجلس الاعلى الفرنسي للاعلام المرئي والمسموع لتشمل دول الاتحاد الاوروبي، اضافة الى منع اميركي وآخر استرالي. وقد اعتبر في حينه مدير الاخبار في المحطة، الذي فاز بمقعد نيابي في البرلمان اللبناني، حسن فضل الله، ان هناك حكما مسبقا على القناة على خلفية ضغوط لمؤسسات يهودية.
واليوم تكتفي قناة «المنار» ببث فضائي على قمري عربسات ونايلسات العربيين، وتبذل حالياً الجهود في سبيل اتاحة اقمار صناعية اخرى للبث عليها، وهذا متاح من حيث المبدأ، كما اوضح فرحات، مضيفاً: «ان الحملة لاقصاء القناة عن الاقمار الصناعية العالمية مستمرة، ولم يعد خافياً على احد ان الحكومة الاسرائيلية و«اللوبيات» الموجودة في الخارج، اضافة الى العديد من المنظمات اليهودية، تقف خلفها بشكل مباشر، بحيث يمارسون الضغوط على الحكومات الاجنبية وعلى هيئات البث في هذه الدول وعلى شركات البث الناقلة لاشارة «المنار» عبر اقمارها الصناعية».
اما عن كيفية المواجهة فقال فرحات: «نحن سنبقى مستمرين في مواجهة هذه الحملة بإيصال المحطة عبر اي طريقة وعبر اي قمر صناعي الى مشاهدينا وبأي وسيلة اخرى، مستفيدين من الامكانات والادوات المتاحة»، مشدداً على: «متابعة التركيز عبر اعلام المحطة في المساهمة بتعزيز ثقافة الحوار بين الاديان والآراء المختلفة، وعلى القضية الفلسطينية، كونها مركز الصراع في المنطقة، وبالتالي على عكس معاناة الفلسطينيين اليومية جراء الاعتداءات الصارخة التي يتعرضون لها من قِبل السلطات الاسرائيلية».
والقرار الاخير يحصر «المنار» في رقعة بث قد لا تتجاوز الجمهور العربي والمسلم، مع تصاعد الحملة لوقف هذا البث، اما عن قراءة اثارها، فيقول فرحات: «الحملة وكما اشرنا سابقاً، انطلقت اساساً من المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا CRIF، وبمساندة من الخارجية الاسرائيلية وسفاراتها في اوروبا، هدفها خنق كل صوت حر يساهم في كشف الممارسات الوحشية، التي يتبعها الاحتلال الاسرائيلي ضد المدنيين في فلسطين المحتلة».
وعن المفاوضات مع الجهات الفرنسية بعد الاجراءات السابقة التي اتخذت ضد المحطة اوضح فرحات: «بخصوص المفاوضات مع المجلس الاعلى السمعي والبصري الفرنسي CSA، فقد توصلنا الى اتفاق ينظم بث تلفزيون «المنار» عبر القمر الصناعي Futelsat بتاريخ 19/11/2004 ما لبث الـ CSA ان ألغى هذا الاتفاق من جانب واحد تاريخ 7/1/2004، نتيجة للحملة الاعلامية والضغوط التي مورست عليه من قِبل اللوبيات والمنظمات اليهودية، بدعم مباشر من الحكومة الاسرائيلية»، مضيفا: نحن ما زلنا نتابع الموضوع في فرنسا عبر الاطر القانونية، وقد قدمنا الشهر الفائت استئنافاً ضد قرار وقف بث المنار على القمر الصناعي Futelsat، وننتظر نتيجة الحكم القضائي، لكن، بعض المنظمات اليهودية ما زالت ترسل رسائل الى الشركات الناقلة لقناة «المنار» عبر الاقمار الصناعية، تضغط عليها وتطلب منها الامتناع عن التعاون معنا. وهذه اساليب بوليسية اصبحت مكشوفة، كما اصبحت الدول الاوروبية اليوم مطالبة باتخاذ موقف واضح يصون حرية الاعلام ويكفل لها حرية عملها ضمن القوانين المرعية، وإلا تكون هذه الدول قد تخلت عن احد اهم المبادئ التي قامت عليها، وهي حرية الفكر والرأي».
يذكر أن الكاتب الأميركي آفي جوريتش كان راقب قناة «المنار» لمدة سنتين، وأصدر قبل نحو 6 أشهر كتابا عن القناة تحت عنوان «مشعل الكراهية»، وأرفق الكتاب بقرص مضغوط يحتوي على نماذج من نشرات أخبار «المنار» وبروماتها التي زعم انها تحرض على الإرهاب والقتل والكراهية.