كشفت دراسة ميدانية أنجزت حول تحديات ولوج النساء الإعلاميات مواقع المسؤولية في الإعلام المغربي، أن نسبة النساء المديرات لمؤسسات إعلامية في المغرب لا تتجاوز 4.8 في المئة من ضمن 500 مؤسسة إعلامية.
وأوضحت الدراسة التي أنجزها مركز حرية الإعلام بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن الإعلام الناطق بالفرنسية يستقطب نسبة مهمة من النساء في مواقع المسؤولية مقارنة مع الإعلام الناطق بالعربية، وقالت أن النساء مازلن يواجهن صعوبات في مسارهن المهني من أجل تولي المسؤولية مقارنة مع زملائهن الذكور.
وأبرزت الدراسة التي تقع في 37 صفحة، غياب استراتيجية واضحة لتنمية الموارد البشرية داخل المؤسسات الإعلامية تمكن النساء من تولي مواقع المسؤولية سواء تعلق الأمر بغياب التكوين المستمر للصحافيات لتأهيلهن للمسؤولية أو غياب التكوين للنساء اللواتي يتواجدن ضمن مواقع المسؤولية لترقية خبراتهن.
وأشارت نتائج الدراسة التي أنجزت بناء على تحليل استمارة أجابت عليها 100 صحافية يتحملن مواقع المسؤولية، ومقابلات مع صحافيات ومسؤولات ومسؤولين إعلاميين وفاعلين مدنيين، إلى أن النساء اللواتي يتحملن المسؤولية داخل المؤسسات الإعلامية يمارسن تأثيرا ايجابيا في سياساتها التحريرية ويدافعن بشكل أحسن علي قضايا النساء.
وتناولت الدراسة العديد من المواضيع منها على الخصوص الولوج إلى المسؤولية والتكوين وتأهيل النساء في الإعلام والتأثير علي السياسات التحريرية والعلاقة بزملاء العمل، وأبرزت أن الإعلاميات المغربيات يثقن في كفاءاتهن، وأن ما يعيق وصولهن إلى مواقع المسؤولية هو غياب التكوين والتأهيل المتخصص.
وأضافت أن معظم المستجوبات أكدن موافقتهن علي تدخل الدولة لتصحيح الاختلالات التي يعرفها واقع ولوج المرأة إلى مواقع المسؤولية، داعيات في هذا الإطار الدولة إلى تشجيع التكوين وحث المؤسسات الإعلامية علي الاهتمام به.
ووجهت الدراسة اقتراحات إلى وزارة الاتصال ومسؤولي وسائل الإعلام المغربي قصد تمكين المرأة من الوصول إلى مواقع المسؤولية وتبني استراتيجية واضحة تسمح ببروز وتطوير الكفاءات النسائية.
وخلصت نتائج هذه الدراسة إلى أن المرأة مطالبة كذلك ببذل مجهود أكبر لتبرير أحقيتها واستمراريتها بمواقع المسؤولية مقارنة مع الرجل مشيرة إلى أن الصحافة المكتوبة في المغرب تستقطب 189 صحافية أي بنسبة (24 في المائة) من ضمن 783 صحافيا. وكشفت الدراسة أن عدد الصحافيات أضحي مع ذلك في تزايد مهم من سنة إلى أخرى.
وأضافت أن هذا الاستقطاب المتزايد من الإعلام للنساء يجد تفسيره في معطيات عديدة أهمها الانفتاح الذي يشهده المجال الإعلامي مع تزايد العناوين في الصحافة المكتوبة واحتضان الإعلام السمعي البصري لمزيد من الصحافيات.