تنشغل الاوساط الاعلامية في بيروت بالتحضير لانتخاب اعضاء المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع الخمسة المتبقين بعد تعيين الحكومة الاعضاء الخمسة من قبلها قبل اسبوعين. غير أن أي دعوة لم تصدر حتي الآن لعقد جلسة نيابية عامة لانتخاب هؤلاء الاعضاء الخمسة وذلك في انتظار عودة رئيس البرلمان نبيه بري من زيارته الي السعودية، علماً أن مثل هذه الجلسة يتوقع أن يسبقها اجتماع هيئة مكتب المجلس لاستعراض طلبات الترشيح الكثيفة ووضع الآلية اللازمة للحفاظ علي التوزيع الطائفي في المجلس رغم عدم وجود نص قانوني يفرض مثل هذا التوزيع. وربطت مصادر مطلعة بين تأخر الدعوة الي الجلسة وعدم التفاهم نهائياً علي سلّة الاسماء المطروحة مع توقّع مثل هذه الجلسة في النصف الثاني من هذا الشهر.
واللافت أن بعض المرشحين الي عضوية المجلس الوطني تقدموا بترشيحاتهم رغم اعتقاد كثيرين من بينهم أن ما كُتب قد كُتب، وأن الاسماء المحظوظة باتت معروفة ومحسومة، غير أن مرشحين آخرين لا يريدون فقدان الامل ويستذكرون واقعة فوز الزميل فؤاد دعبول بعد ترشيحه في الجلسة في اللحظة الاخيرة من خارج الاسماء المتداولة.
وفيما تستمر الترشيحات من دون تحديد لاْي مهلة أو أي مواصفات علم أن معظم الاعضاء السابقين في المجلس الوطني للاعلام عادوا ليتقدموا بترشيحاتهم ومنهم رئيس المجلس عبد الهادي محفوظ (شيعي) الذي ينافسه بقوة وليد رعد (شيعي) نجل السيد رياض رعد، ميلان عبيد (ماروني) شقيق النائب جان عبيد، رئيس تحرير صحيفة الانوار فؤاد دعبول (ارثوذكسي)، جمال فاخوري (كاثوليك) مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تنافسه بشكل اساسي الزميلة في صحيفة النهار ريتا شرارة رغم طلب الحزب القومي دعم الرئيس بري لمرشحه، ومروان شلق (سني) الذي ينافسه عدد من الزملاء مثل أكرم حمدان من صحيفة المستقبل ورشيد سنو من وكالة رويترز وعامر مشموشي رئيس رابطة خريجي كلية الاعلام، وينتظر الصحافي نافذ قواص المقرّب من تمام سلام نتيجة الاتصالات وعلي ضوئها يقرّر تقديم ترشيحه أو لا، وتردّد أن أحد وزارء البقاع يدعم مرشحاً مقرباً منه هو علي صميلي.
ومن بين المرشحين أنطوان قسطنطين مستشار النائب محمد الصفدي، الدكتور جوزف الياس، تمام حمدان من الوكالة الوطنية للاعلام، نبيل براكس الذي قد يسحب ترشيحه لمصلحة ريتا شرارة، وتردّد أن العميد الياس حنا ينوي تقديم ترشيحه وكذلك الزميل في صحيفة النهار سمير منصور، فيما عزفت ماريا المعلوف معدة برنامج بلا رقيب عن الترشح.
وتبقي مسألة رئاسة المجلس الوطني مطروحة للبحث بعد كلام عن رغبة حكومية بانتخاب سني وليس شيعي لرئاسة هذا المجلس خصوصاً بعد تعيين واصف عواضة (شيعي) مديراً للاخبار في تلفزيون لبنان، واذا تمّ هذا الامر فإن الاوفر حظاً هو الزميل ابراهيم عوض مدير مكتب صحيفة الشرق الاوسط في بيروت الذي عيّنته الحكومة في جلستها الي جانب غالب قنديل شقيق النائب ناصر قنديل وحسن حمادة المقرّب من الوزير طلال ارسلان وبول خليفة، غير أن مصادر أخري تشير الي أن هذا التوجه غير نهائي وأن غالب قنديل هو المرشح الي رئاسة المجلس.
في غضون ذلك، تعتقد اوساط في المجلس الوطني للاعلام أنه اذا لم يتم تفعيل عمل هذا المجلس ومنحه صلاحيات تقريرية وليس فقط استشارية علي صعيد تنظيم ومراقبة البث التلفزيوني والاذاعي قد يأخذ بها مجلس الوزراء أو لا، فسيبقي مجرد مؤسسة اضافية الي جانب مؤسسات الدولة الاخري.