وجهت المنظمة العربية لحرية الصحافة في لندن رسالة مفتوحة تحت عنوا " نداء عاجل لحماية حياة الصحفيين في العراق" إلى كل من جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق، نوري المالكي رئيس وزراء العراق، موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي وأشرف قاضي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، وذلك في الثاني من يوليو/ حزيران الجاري، وهذا هو نص الرسالة كما نشرتها المنظمة على موقعها الإلكتروني:
السادة المحترمون
نود أولا باسم كل الزملاء الصحفيين في العالم العربي أن نتوجه بالتحية إلى إخواننا وأخواتنا الصامدين في العراق في مواجهة أعمال القتل العمد والقتل الخطأ والتي تكلف العراق مئات الضحايا كل أسبوع. كما تتوجه المنظمة العربية لحرية الصحافة بالتحية إلى كل الزملاء الصحفيين العاملين في العراق من الصحفيين العراقيين والعرب والأجانب والذين سجلوا حتى الآن أعلى معدلات الشجاعة والتضحية في أوقات الحروب بعدما تجاوزت أعداد الضحايا بينهم خلال تغطية المواجهات في العراق منذ سقوط نظام صدام حسن حتى الآن أعلى معدلات التضحيات في سجل الشجاعة الصحفية. وتبدو الصورة حتى الآن شديدة القتامة مع غياب سلطة القانون وانهيار مؤسسات الدولة واتساع نفوذ الميليشيات الطائفية والعصابات الإجرامية وقوات الإحتلال التي تكشف الأيام الكثير والكثير من الجرائم التي ترتكبها تحت مسمى "القتل الخطأ".
إن حماية الصحفيين هو واجب مشترك بين الحكومة العراقية وقوات الإحتلال وبعثة الأمم المتحدة في العراق والمؤسسات الصحفية والإعلامية العاملة في العراق. إن الدعوة إلى حماية أرواح الصحفيين في العراق يجب ألا تذهب أدراج الرياح كما أن أعمال العنف التي ترتكب ضد الصحفيين يجب أن تتوقف الآن بلا أي تأجيل. إن غياب الصحفيين أو فزعهم سوف يؤدي إلى ظلام معلوماتي بشأن ما يحدث على صعيد المواجهات في العراق ويجب أن يبقى الصحفيون قناة مستقلة لنقل المعلومات وإعلام الرأي العام من خلال وسائطهم الإعلامية إلى الشعب العراقي وإلى العالم. إن تكرار التهديدات والإعتداءات وعمليات القتل ضد الصحفيين العراقيين قد تركت نتائج شديدة السلبية على عمل الصحفيين في العراق. ووصل الأمر إلى حد هجرة الصحفيين من مهنتهم باعتبارها "مهنة الموت" ومن بلدهم باعتباره "وطن المقابر الجماعية".
إننا نناشدكم جميعا أن تعملوا كل ما يمكنكم عمله لحماية أرواح الصحفيين الباحثين عن الحقيقة من أمثال الصحفي رائد العزاوي الذي بعث للمنظمة العربية لحرية الصحافة بالرسالة التالية التي تعبر بصدق عما يجري للصحفيين في العراق:
الأخوة في المنظمة العربية السلام عليكم
اود ان اعلمكم اني ومنذ قرابة نحو شهرين اعاني من تهديدات مستمرة ومتواصلة بسبب قيامي بعملي كصحفي وكاتب عمود في صحيفة البرلمان المستقلة ومراسل قناة "نهرين" من جهات كثيرة وصل الأمر الى تهديدت عدد من افراد عائلتي لكن اليوم وأثناء خروجي من منزلي استوقفني عدد من المسلحين وطلبوا مني ان اترجل من سيارتي والصعود معهم لكن احدهم قال لي بالعبارة اذا لم اتوقف عن العمل وبشكل نهائي خلال عشرة ايام فانهم اذا هذه كانوا هذه المرة تركوني اذاهب الى حال سبيلي فان المرة القادمة سيقومون بقتلي. وكما اسلفت فأن اوراق التهديد والمكالمات الهاتفية والرسائل عبر الهاتف النقال قد ازدات في الفترة الأخيرة وأنني اناشد المنظمة ومن خلال الأستاذ ابراهيم نوار ان تقوم بكل جهد هي أهل له في الدفاع عني واود ان اشير الى انني خسرت ثلاثة من اخوتي خلال الأشهر القليلة الماضية علما ان اثنين منهم كانوا يستقلون سيارتي الخاصة عندما هجوموا بوابل من الأطلاقات النارية فارقوا على اثرها الحياة اناشدكم ومن خلالكم الى كل المنظمات الأنسانية والدولية وكل الصحفيين في كل انحاء العالم الى ايقاف هذه الممارسات التي اعاقت وتعيق عملي كصحفي يشار له بمصداقية نقل الخبر والحدث ومهنيته …. كما احمل كافة الجهات مسؤولية سلامتي ليس كمواطن عراقي فحسب بل كصحفي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…… رائد العزاوي"
إن رسالة الزميل رائد العزاوي هي مجرد مثال للتهديدات التي يتلقاها الصحفيون ودور الصحف والمؤسسات الإعلامية المستقلة يوميا. إن زملاء لنا في البصرة والموصل وكركوك وبغداد هجروا المهنة خوفا على حياتهم بعد أن خسروا زملاء لهم دفعوا حياتهم ثمنا لتوصيل الحقيقة إلى الجمهور. إننا في المنظمة العربية لحرية الصحافة نناشد القيادات السياسية في العراق أن تأخذ مسألة حماية الصحفيين مأخذ الجد وأن تضع نظاما فعالا لضمان أمن الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية في العراق.