الصورة هي العنصر الاثقل في المادة الصحفية جملة يكررها الكثير من الاكاديميين والمختصين في مجال الاخراج والمونتاج الصحفي حيث تمثل الصورة العنصر الاهم والاكثر جذباً للقارئ.
ويقول الدكتور علي نجادات استاذ الصحافة والاعلام في جامعة اليرموك والمختص في الاخراج الصحفي ان الصورة بألف كلمة حيث انها تعبر وتحتوي على لب الموضوع خصوصاً في الكثير من الاحداث الساخنة.
ويضيف يجب على المخرج الصحفي مراعاة الموقع المناسب للصورة ومراعاة حجمها بما يتناسب والخبر او المادة الصحفية.
ويحذر نجادات من تصرف الكثير من المخرجين الذين يعملون على قص جزء من الصورة لتتلاءم والمساحة المخصصة لها الامر الذي يؤثر على مضمون الصورة ومن المكان ان يضعها ويفقدها محتواها الضروري.
الا ان مصوري الصحف يرون الواقع الاعلامي على ذلك فالصورة الصحفية ليست سوى سد لفراغ الصفحة وعادة ما يبحث مخرج الصفحة عن المصور في اللحظات الاخيرة لانقاذ الجريدة اذا لم تكن الصور المختارة هي صور وكالات الانباء العالمية وهو المرجع في معظم الاحيان حتى في الصحف المحلية مما دفع كثير من المصورين الى تفضيل العمل مع وكالات الانباء العالمية.
ويقول المصور الصحفي زهران زهران بصحيفة الانباط الذي يعمل متعاوناً لدى وكالة انباء امريكية: ان وكالات الانباء العالمية تقدر قيمة الصورة كثيراً وتقدر المصور اكثر وينعكس هذا التقدير والاهتمام على المصور الذي يبرز دوره في المناسبات المهمة والاحداث الساخنة فمسؤول الصحيفة يكتفي بالقاء نظرة على تلك الصور والاحتفاظ بها في ارشيف الجريدة او ادراجها داخل صفحاتها وفي المقابل يقبل صورة احدى وكالات الانباء العالمية والتي في اصلها اخذت من المصور ذاته الذي يعمل في تلك المؤسسة الصحفية.
ويوضح ان انجذاب المصور للعمل في وكالات الانباء ليس فقط بسبب القيمة الاعلامية والفنية للصورة وانما بسبب المردود المادي حيث يعتبر جيداً مقارنة بالمؤسسات الاعلامية المحلية التي يشتكي مصوروها من الاجور المتدنية.
ويؤكد زهران على ان الصورة هي شرح الموضوع وهي من اهم عناصر الخبر في حيث ان المصور الصحفي يلاقي ظلماً كبيراً مقارنة مع الصحفي الذي يحظى بتقدير من المسؤولين والجمهور، اما المصور فانه لا يلقى هذا التقدير ويجد عدم الاهتمام بالصورة من قبل المحررين الذين يستسهلون اخذ الصورة من وكالات الانباء مما يؤثر على نفسية المصور مشيراً الى ان الخطورة التي يواجهها المصور اكبر من الخطورة التي يواجهها الصحفي فالمصور في رأيه هو من يلتقى العراقيل الامنية ويواجه التحديات والمخاطر لانه يكون في المقدمة.
ويقول رئيس قسم التصوير في جريدة الدستور خليل المزرعاوي الذي يتعاون مع وكالة الانباء الفرنسية: ان الصحف في الاغلب تفضل الصورة من الوكالات العالمية على صور مصور الصحيفة وذلك نظراً لما تتمتع به وكالات الانباء العالمية من بريق وسمعة مميزة ومصداقية مشيراً الى ان هذه الصور تكون لنفس المصور الذي يعمل في المؤسسة الاعلامية ويتعاون مع الوكالة العالمية.
ويؤكد المزرعاوي على ان السبب المادي من اهم الاسباب التي تجذب المصورين الى العمل في وكالات الانباء اضافة الى الشهرة وتقديم العمل موضحاً ان المؤسسات الاعلامية المحلية لا تقدر المتاعب التي تواجه المصور والتي تكون في غلب الاحيان اكثر من المتاعب التي يواجهها الصحفي في عمله لان المصور كما يقول هو الواجهة الامامية في اي حدث.
ويضيف المزرعاوي ان كثيراً من الصحف بدأت بالاستغناء عن المصورين الصحفين نظراً لتوفر الصور عن طريق وكالات الانباء العالمية او عن طريق شبكة الانترنت موضحاً ان بعض المخرجين او المسؤولين في بعض الصحف يتبعون اسلوب تركيب الصورة الذي يعمل على دمج اكثر من صورة مع بعضها وهذا الاسلوب كما يقول المزرعاوي لا توجد فيه مهنية ويخالف اخلاقيات المهنة.
في حين ان المصور الصحفي بجريدة الغد اسامة الرفاعي يرى ان الصحيفة تفضل صور مصوريها الا اذا لم تكن الصورة تتمتع بمضمون قوي فانها ستلجأ عند ذلك الى صور وكالات الانباء.
ويضيف الرفاعي الذي كان يراسل جريدة غير اردنية لزيادة دخله المادي ان اهم المتاعب التي يمكن ان تواجه المصور الصحفي هي عدم الاحترام من كثير من الناس او الجهات كذلك الضرب او الشتم الذي يتعرضون له كما حدث في مجلس النواب قبل عدة اشهر والمواجهة مع الشرطة وغير ذلك.
ويؤكد على ان التقدير يكون للصحفي وليس للمصور الذي يتعب اكثر من الصحفي.
ويرى المصور علاء ابو حجاب الذي اتجه الى التصوير في الهيئات والمؤسسات الاخرى وذلك بسبب المردود المادي الافضل.
ان ابرز ما يواجهه المصور من متاعب هو في التنسيق بين مواعيد العمل فالصحيفة تعتمد على عدد مصورين قليل بالنسبة لعدد الصحفيين كذلك فان ابو حجاب يرى ان المؤسسة الاعلامية او الجمهور لا يقدرون عمل ومتاعب المصور بقدر تقديرهم للصحفي.
واجمع عدد كبير من الصحفيين على اهمية الصورة في توثيق الخبرة او المادة الصحفية وان وكالات الانباء والانترنت كافية لتوفير حاجات الصحف من المواد الاعلامية والصور. حيث انه من الممكن الحصول على صور لاي حدث من خلال الانترنت او وكالات الانباء بكل سهولة الامر الذي قلل من اهمية وقيمة المصور المحلي.
وحول ما يراه معظم المصورين انهم اكثر اهمية من الصحفيين لانهم الواجهة الامامية خصوصاً في الاحداث الساخنة.
يرى الصحفيون ان الصحفي لا يقل اهمية في الاحداث الساخنة عن المصور حيث يتواجد الاثنان في قلب الحدث.
وان المصور يتجه بتعليمات الصحفي الذي هو مصدر الخبر في الاصل والادرى في مضمونه مشيرين الى ان الاحصائية الاخيرة لعدد الصحفيين القتلى في العراق هو 227 كان من بينهم مصورون لكن الغالبية العظمى هم مراسلون ومحررون صحفيون الامر الذي يعني ان الصحفيين هم ايضاً الواجهة الامامية في الاحداث وخصوصاً الساخنة منها.
ويقول محمد الرفايعة المصور بصحيفة العرب اليوم ان مهنة الصحافة بشكل عام و التصوير الصحفي بشكل خاص مهنة متعبة جدا.
ويوضح ان مهنة التصوير الصحفي مهنة فيها اختلاط مع الناس بشكل مباشر اكثر من الصحفيين و بالتالي يواجهون مشاكل ومتاعب اكثر خصوصا في المسيرات و المظاهرات مع رجال الامن..
و يذكر الرفايعة قصة ضرب المصوريين الصحفيين في مجلس النواب حيث تم الاعتداء عليه من قبل النواب و سحب كاميرته الخاصة.
موضحا انه واجه الكثير من المشكلات خلال عمله كمصور صحفي و التي تزيد هذه المدة عن 15 عام و يقول في عام 1992 كنت اصور احد الاعتصامات و ما كان من رجال الامن الا الهجوم علي و تم اعتقالي لمدة تزيد عن 6 ساعات و تم الافراج عني بعد تدخل رئيس الوزراء في ذلك الوقت.
و يذكر ايضا قصة اخرى جرت معه قبل سنة و نصف تقريبا عندما تمرد المساجين في سجن قفقفا و منع المصورون من دخول السجن و التصوير فما كان منهم الا الصعود على الجبل المقابل للتصوير و اذا بطلاب و معلمي احدى المدارس القريبة يهجمون عليهم و اخذوهم الى المدرسة و طلبوا لهم الشرطة.
و عندما جاءت الشرطة اخذوهم الى المركز الأمني مشيرا الى ان رجال الامن تعاملوا معهم بطريقة سيئة للغاية.