المعارضة في الخليج بدأت تعتمد علي الرسائل الهاتفية، والمعارضون للمعارضة ايضا يستخدمونها، فبعد مظاهرة قامت بها نساء كويتيات للمطالبة بحق المرأة للتصويت في الانتخابات، تلقت احدي المشاركات رسالة تشكك في اصولها الكويتية الحقيقية، حيث تقول الرسالة هذا ما سيحصل عليه الناخبون اذا صوتوا الي رولا داشتي، سيتعلمون اللهجة الفارسية واللهجة اللبنانية، وسيتعلمون كيف يعملون مع السفارة الامريكية ، وذلك في اشارة الي اصولها الايرانية ووالدتها اللبنانية. وفي النقاش الدائر حول الاصلاح والديمقراطية اصبحت التلفونات النقالة والرسائل الالكترونية احد اهم وسائل التحشيد ونقل الاخبار، فالمرشحون في الانتخابات المحدودة في السعودية استخدموا هذا النموذج في دعوة مؤيديهم للمشاركة في الاقتراع فيما نقل اخرون رسائل الي دول لا تسمح بالمظاهر السياسية مثل الاحتجاجات والمظاهرات.
وعلي الرغم من كلفة ارسال الرسائل عبر الهواتف النقالة خاصة في مسائل تحشيد الافراد، الا انه في ضوء المزاج السياسي العام في المنطقــــة العربية فان الكثـــــــير من الراغبـــــين بنقــــل مواقفهم السيـــــاسية لا يستطيعون السيـــــطرة علي اعصـابهم والامتــــناع عن كتــــابة شـــــعارات سياسية وارسالها غير مراقبة لمؤيديهم.
ويقول معارض من البحرين، طرد من عمله في الجامعة بسبب سفره للولايات المتحدة ان فاتورته كبيرة. وقال في تصريحات نقلتها عنه صحيفة واشنطن بوست ان الشرطة البحرينية طلبت منه الامتناع عن ارسال رسائل معارضة عبر هاتفه النقال حيث قال حذروني من ارسال رسائل عبر الهاتف، لم اكن اعرف ان رسائلي مراقبة .
ومع ذلك يقول انه فخور بما كتبه من رسائل عبر الهاتف النقال، ففي رد علي تقرير امريكي عن الاصلاح الاقتصادي وتحرير الاقتصاد، كتب يقول الاصلاح الاقتصادي بدون اصــــلاح ســياسي مثل طائر بجناح واحد .
ويعتبر استخدام الرسائل الالكترونية اخر صرعات المعارضة في العالم العربي، ففي التسعينات من القرن الماضي استخدمت المعارضة الاسلامية السعودية من لندن حرب الفاكسات، فيما ساهمت الانترنت والرسائل الالكترونية لتغيير مفاهيم الشارع العربي، وزاد من حدة النقاش ظهور الفضائيات العربية.
وفي الآونة الاخيرة تتسيد سي دي و دي في دي وشبكة المعلومات العالمية دبليو دبليو دبليو ساحة النشر السري في انحاء الخليج العربي. ومع كل محاولة تظهر للتعبير عن الرأي، فان الحكومات في هذه الدول وغيرها من الدول العربية حاولت فرض الرقابة عليها، حيث قامت بارسال الشرطة للرقابة علي اجهزة الفاكس، وقامت كذلك بمنع مواقع الانترنت التابعة للمعارضة. كما دفعت مستثمرين، اصدقاء للانظمة للاستثمار وادارة مواقع الانترنت او القنوات الفضائية. ولكن دول الخليج بحسب الصحيفة لم تتوصل بعد للطريقة التي يمكن فيها السيطرة علي الرسائل عبر الهاتف النقال.
وفي حالة نجاح هذه الانظمة بايجاد وسيط رقابي عليها، فانهم سيغضبون شركات الهواتف التي تستثمر كثيرا في قطاع الرسائل هذا، ففي الكويت تبلغ نسبة الذين يحملون الهاتف النقال 55 في المئة ونفس الامر يقال عن السعودية. ولان معظم المجتمعات الخليجية هي مجتمعات شابة، فالرسائل عبر الهاتف تمنح الشباب وسيلة للاتصال بالجنس الاخر، والتحايل علي نظام الفصل بين الجنسين ورقابة الاباء ايضا.
وتقول الصحيفة انه في واحد من اسواق التسوق في العاصمة الرياض، وقفت فتيات بالعباءة السعودية وهن يتضاحكن عندما ارسلن رسائل عبر الهـــــاتف لشبان كانوا في قاعة الطعام، ويقول اباء ان الشبان والشابات يستخدمون الرســائل للمزاح وتحديد مواعيد غرام بعيدا عن عيـــــون الاباء. ويقول محلل في البحرين ان الرسائل الهاتفية تمنح الشباب فرصـــة لارسال رسائل لا يمكنهم ارسالها صراحة امام الاهل.
كما ان الهاتف النقال يمنح الشبان فرصة لارسال رسائل معارضة للبرلمانيين وانتقاد الحكومة دون تحديد هويتهم. كما ان هذا الاسلوب يمنح دعاة التغيير في العالم العربي فرصة انشاء قواعد عضوية لجماعاتهم، ونقل الاخبار عن النشطاء المعتقلين، ودفع الشبان للمشاركة في الانتخابات، وتبادل الاخبار حول النشاطات. وتشير الصحيفة الي ان اعضاء جماعة الاخوان المسلمين في الخليج يتقنون بشكل جيد هذا الفن، حيث يقوم اعضاء الجماعة الحرفيون، بنقل الاخبار وتبادل الاراء. ويقول خبراء ان اشرطة سي دي كانت تباع في السوق السوداء تحمل ارقام وهواتف مؤسسات الدولة، قبل ان يسمح بالرسائل عبر الهاتف النقال.
اما الان فشركات الهاتف تقوم بتوفير هذه الخدمة. ويلاحظ ان المعارضة في الكويت، والسعودية والبحرين بدأت تستخدم هذا الاسلوب. وتقول ناشطات كويتيات يطالبن بحق المرأة في التصويت والترشيح ان حملة عام 2005، كانت اكثر فعالية من حملات سابقة نظرا للرسائل النقالة. بالاضافة لهذا، فالرسائل عبر الهاتف، تقدم للشبان وسيلة لابراز هواياتهم الادبية وقدرتهم علي تدبيج رسائل مثيرة ومقروءة.