علمت “إيلاف” أن جراحة عاجلة تجرى الآن في مستشفى الإيمان جنوبي العاصمة السعودية الرياض لإنقاذ أشهر مراسلي شبكة البي بي سي البريطانية في الشؤون العربية فرانك غاردنر الذي تلقى أربع طلقات نارية في أنحاء مختلفة من جسده مساء يوم الأحد 6/6/2004 بعد أن فتح مسلحون مجهولون النار عليه وزميلاً له أيرلندي الجنسية يعمل مصوراً للشبكة والذي توفي في الحال بينما كانا يستقلان سيارة تابعة لوزارة الإعلام السعودية في حي الدريهمية في منطقة السويدي جنوب غربي الرياض.
وأكدت مصادر طبية لـ”إيلاف” أن المصاب البريطاني في حالة حرجة من دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل.
وكانت مصادر خاصة قد أكدت لـ”إيلاف” في وقت مبكر من مساء الأحد 6/6/2004 أن القتيل البريطاني في حادث الاعتداء الذي جرى مساء الأحد في حي الدريهمية بمنطقة السويدي جنوب غربي الرياض هو مصور تلفزيوني يعمل في قناة البي بي سي فيما أصيب زميله المراسل التلفزيوني بإصابات بليغة بعد أن تلقى أربع طلقات اثنتان منها في بطنه وواحدة في رجلة وأخرى في يده وجرى نقله إلى مستشفى الإيمان جنوبي الرياض على أن ينقل لاحقاً إلى أحد مستشفيات العاصمة الكبيرة.
وكان الصحافيان البريطانيان قد قدما للتو إلى العاصمة السعودية من أجل إجراء تقارير تلفزيونية عن الأحداث الإرهابية التي شهدتها مدن سعودية على مدى عام مضى وكانا يقصدان حي السويدي حيث قتل أحد أهم المطلوبين امنياً هناك على أيدي رجال الأمن السعوديين في الثامن من ديسمبر/كانون الاول العام الماضي وهو إبراهيم الريس حين رفض الاستسلام.
وقال مصادر أن أربع سيارات كامري، وكريسيدا، وفان، وجيب سفاري، حاصرت الصحافيين البريطانيين بينما كانا يجلسان في المقعد الخلفي لسيارة جي أم سي تابعة لوزارة الإعلام السعودية وأمطرهم مسلحون بطلقات نارية ما أسفر عن وفاة المصور في الحال بينما أصيب المراسل ولاذ الجناة بالفرار. وعلم أن الصحافيين لم يكن يصحبهما، على غير العادة، سوى قائد السيارة، من دون مرافق من العلاقات العامة بوكالة الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام والثقافة السعودية.
ويعتقد على نحو واسع أن المسلحين كانوا يعلمون مسبقاً بقدوم الصحافيين البريطانيين إلى الحي المقصود وجرت محاصرتهما في السيارة الحكومية السعودية التابعة لوزارة الإعلام والتي لم يصب قائدها بمكروه.
وكان مدير شرطة منطقة الرياض قد أكد في وقت مبكر من مساء يوم الأحد أن بريطانياًً قتل بينما أصيب آخر بعد أن تعرضا إلى إطلاق نار من مجهولين داخل أحد الأحياء الشعبية بمدينة الرياض عند الساعة الخامسة وأربعين دقيقة من مساء يومالأحد.
وعلمت “إيلاف” أن مجهولين، لم يتضح عددهم على وجه التحديد، فتحوا النار على المقيمين البريطانيين، مساء يوماالأحد، في حي الدريهمية بمنطقة السويدي جنوب غربي الرياض بالقرب من أسواق الروشن التجارية، وتوفي احدهما على الفور بعد أن اخترقت جمجمته عدة طلقات بينما أصيب الآخر بعدة طلقات نارية في أماكن مختلفة من جسمه ونقل إلى أحد المستشفيات.
ورفض شيرارد كوبر السفير البريطاني في الرياض في اتصال هاتفي أجرته “إيلاف” التعليق على الحادث واكتفى بالقول إن السفارة تتحقق من الحادثة.
وقالت مصادر طبية إن المصاب البريطاني نقل إلى مستشفى الإيمان جنوبي الرياض وهو مستشفى حكومي ومن المرجح أن ينقل لاحقاً إلى أحد المستشفيات الكبيرة والمتطورة بعد إجراء الإسعافات الأولية.
وتنتشر في موقع الحادث حاليا قوات الأمن السعودي التي طوقت المنطقة الواقعة خلف أسواق الروشن وسدت العديد من المنافذ إليها. وأكد شهود عيان إن منفذي العملية لاذو بالفرار. وتشبه هذه العملية حادث مقتل ألماني في شرق الرياض قبل نحو عشرة أيام وهو يهم بركوب سيارته خارجا من بنك في حي الحمراء شرقي الرياض، ولاذ منفذو العملية بالفرار.
يذكر أن حي السويدي في العاصمة السعودية شهد قبل شهور ولأكثر من مرة عمليات قتل قادها إرهابيون أعقبتها مداهمات واشتباكات مسلحة بين رجال الأمن ومطلوبين أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين، وكان أبرز القتلى من المطلوبين أمنياً أبراهيم الريس المطلوب رقم ستة على قائمة الـ26 الشهيرة.