على مدار الأعوام الخمسة عشرة الماضية قُـتِل المئات من الصحافيين، وكثيراً ما أفلت الجناة بدون عقاب. وتتصدر قائمة البلدان التي شهدت أكبر عدد من الوفيات بين الصحافيين، العراق (109 قتيل)، وتحتل الجزائر المركز الثاني في القائمة (60 قتيلاً). وفي محاولة لتسليط الضوء على هذه الصورة، قامت لجنة حماية الصحافيين بجمع وتصنيف إحصائيات شاملة بأعداد القتلى بين محترفي مهنة الإعلام في كافة أنحاء العالم.
وتحلل قاعدة البيانات السمات الرئيسية لكل حالة، ويتم تحديثها على نحو ربع سنوي. وتصف قاعدة البيانات من قُـتِل، وأين وكيف قُـتِل، والدوافع وراء قتله. وتتضمن هذه الصورة الإحصائية للوفيات بين الصحافيين الجناة المحتملين، وكيفية الوفاة، ومستوى الحصانة أو الإفلات من العقوبة.
وطبقاً للجنة حماية الصحافيين فإن 72.2% من الصحافيين المتوفيين ماتوا قتلاً. كما أكدت اللجنة أن 29% من الجناة المشتبه بهم في حالات القتل يمثلون جماعات سياسية، و19.3% من الجناة من المسئولين الحكوميين. وأضاف تقرير اللجنة أن ما يقرب من 85% من قتلة الصحافيين طيلة الأعوام الخمسة عشرة الماضية لا يخضعون لتحقيق أو محاكمة نظير جرائمهم.
تتصدر قائمة البلدان التي شهدت أكبر عدد من الوفيات بين الصحافيين، العراق (109 قتيل)، وتحتل الجزائر المركز الثاني في القائمة (60 قتيلاً). وبينما تبتلي الحرب هذين البلدين، إلا أن الوضع ليس مشابهاً في بقية البلدان الواردة أسماؤها على القائمة، حيث احتلت روسيا المركز الثالث (47 قتيلاً).
ويشكل الصحافيين القتلى من بين العاملين في وسائل الإعلام المطبوعة أكبر عدد من الخسائر، حيث بلغت نسبتهم إلى إجمالي الصحافيين القتلى 60%.
يقول أندرو ليفنسون من لجنة حماية الصحافيين: في العديد من البلدان حيث الصحافيين أكثر عرضة للهجوم، مثل العراق وكولومبيا وروسيا، تقدم الصحف بعض أقوى التحقيقات الصحافية، ووسائل الإعلام المطبوعة هناك تشكل أكثر السبل شعبية لحصول المستهلكين على الأخبار".
وطبقاً للجنة حماية الصحافيين فإن التحقيق في كل وفاة يتم وفقاً لمعايير صحافية صارمة. وفي الحالات التي تتسم بعدم وضوح الدوافع، ولكن يظل من المحتمل أن يكون الصحافي قد قُـتِل نتيجة لقيامه بمهام عمله، فإن هذه الحالات تصنف باعتبارها حالات "غير مؤكدة"، ويستمر المحققون في التحقق من الدوافع التي أدت إلى القتل. ولا تشتمل قاعدة البيانات والتحاليل الإحصائية إلا على الحالات المؤكدة.
وتشتمل القائمة أيضاً على سرد موجز لملابسات قتل كل صحافي قتيل، بما في ذلك الحالات المؤكدة.
ويؤكد ليفنسون أن إحصائيات لجنة حماية الصحافيين تشكل مؤشراً مفيداً للظروف التي يعيش في ظلها الصحافيين في مختلف بلدان العالم، وتبين كيفية تطور هذه الظروف عاماً بعد عام.
ويضيف ليفنسون مؤكداً: "إن هذه الإحصائيات تساعد في تركيز الانتباه على أكثر البلدان حصداً لأرواح الصحافيين، كما تساعد في تقديم السياق والخلفية حين يتعرض أحد الصحافيين للأذى، سواء كان الحدث منعزلاً أو ضمن نمط أوسع نطاقاً. فضلاً عن ذلك فإن الاحتفاظ بسجل ثابت لحالات قتل الصحافيين يساعد في فرض الضغوط على السلطات وحملها على تقديم الجناة إلى العدالة، كما يساعد في وقف الهجمات على الصحافة".
ويختتم ليفنسون كلامه قائلاً: "نحن نأمل في النهاية أن يصبح في الإمكان استخدام الإحصائيات الخاصة بالصحافيين القتلى والمسجونين في رفع الحصانة عن الجناة ومنع إفلاتهم من العقوبة، وتحرير الصحافيين المسجونين، والمساعدة في وقف قتل الصحافيين انتقاماً منهم لقيامهم بمهام عملهم".
للاطلاع على الإحصائيات برجاء زيارة الموقع التالي على شبكة الإنترنت:
http://www.cpj.org/killed/killed_archives/stats.html