عقد قبل ايام مؤتمر ميثاق الشرف الوطني
الاعلامي، الذي نظمته شبكة الاعلام العراقي، لتدعيم مشروع الحوار والمصالحة
الوطنية الذي أعلنه رئيس الوزراء نوري المالكي، لدرء الفتنة ونبذ الفرقة والتناحر
وتعزيز المحبة والاخوة بين مكونات الشعب العراقي.
وقد تضمن الميثاق (12) بنداً كتوصيات ومنهاج
عمل لوسائل الاعلام المحلية، رافقتها (5) فقرات مقترحة كآليات عمل لتنفيذ هذا
الميثاق الذي حضر مناقشة بنوده عدد من رؤساء تحرير الصحف ومسؤولي وسائل الاعلام
الاخرى، وبعض العاملين في الحقل الاعلامي.
وعن الآليات المقترحة التي يتطلبها تنفيذ هذه
البنود قال عدد من العاملين في المجال الاعلامي بهذا الخصوص ـ بحسب صحيفة الصباح
العراقية ـ وقد تطابقت آراؤهم ومقترحاتهم حول بعض الآليات كتشكيل لجنة للمتابعة
والمراقبة تقيد وسائل الاعلام ببنود الميثاق وعدم خرقه، وصياغة رؤية ستراتيجية
لاعلام عراقي موحد، فضلاً عن استخدام تقنية اعلامية متطورة لمجاراة وسائل الاعلام
العربية لجذب المتلقي واستقطاب الشارع العراقي. ورأى آخرون ضرورة تفعيل قانون
مكافحة الارهاب وتطبيقه على وسائل مكافحة التي تمارس التحريض على العنف لتبث نفساً
طائفياً من خلال برامجها بين مكونات الشعب العراقي ودعوا وسائل الاعلام الى دعم
وتفعيل مشروع المصالحة الوطنية ونشر روح الألفة والأخوة والمحبة بين أطياف الشعب.
رؤية ستراتيجية لاعلام عراقي موحد
وكان اول المتحدثين لنا بهذا الخصوص الدكتور
مظفر المندوب الاستاذ في كلية الاعلام بجامعة بغداد الذي قال: انه قدم ورقة الى
المؤتمر تضمنت اقتراحاً بصياغة رؤية ستراتيجية لاعلام عراقي موحد يعمل باتجاه
توحيد الرؤية بين مكونات الشعب للاسهام في انجاح المصالحة الوطنية. وأوضح ان
الورقة بينت أن آلية تنفيذها تحتاج الى صياغة خطة مشتركة بين القيادات الاعلامية
ومن يعاونها في وسائل الاعلام لتحديد آلية التنفيذ التي اوضحناها في ورقة العمل
المشار اليها.
ودعا الممندوب الى ان يكون هنالك اعلام عراقي
يتعامل بشفافية واتزان وموضوعية مع الجمهور الذي توجه اليه الرسالة الاعلامية(المتلقي)،
مؤكداً ان هذه الرسالة يجب ان تتسم بعدم انحيازها لفئة على حساب اخرى، لأن العراق
وطن الجميع الذين يتمنون له ان يكون عامرا ومستقرا ومتطوراً.
وقال : ان استمارة استبيان وجهت الى وسائل
الاعلام لتحدد خططها وأفكارها بهذا الاتجاه مشيرا الى ان التنفيذ يحتاج الى جهود
مشتركة وتعاون مشترك والتزام وحرص مشترك وتنسيق مشترك ايضا بين جميع الاطراف
المعنية بميثاق الشرف الوطني الاعلامي وبما يساهم في تعزيز المصالحة الوطنية.
لجنة لمتابعة تطبيق فقرات الميثاق
فيما أوضح الدكتور بدرخان السندي رئيس تحرير
جريدة”التآخي “: ان لديه اولا ملاحظتين لا علاقة لهما بصلب الميثاق وأهدافه
النبيلة الاولى ما جاء في ديباجة المشروع بأن الدعوة وجهت الى رؤساء تحرير الصحف
العراقية لكنها لم تشملهم جميعا مشيرا الى انه وبعض رؤساء التحرير لم يتلقوا هذه
الدعوة وقد شاهدوا وقائع المؤتمر عبر شاشة العراقية، وان بعض رؤساء
التحرير(الغائبين او المغيبين عن حضور المؤتمر) رأوا ان هذا يتناقض مع روحية
الميثاق نفسه، حسب تعبيره، اما الملاحظة الثانية للزميل السندي فقد عبر بها عن
استغرابه متسائلاً لماذا يعقد هذا المؤتمر ويجري الميثاق تحت سقف”الحكومة “ ولماذا
تقوم به شـبكة الاعلام وليس نقابة الصحفيين الممثل الاوسع للصحفيين؟.
وقال: انه كان من المفروض تشكيل لجنة تحضيرية
من بعض الاعلاميين في العراق المعروفين بالايثار والبعيدين عن كل اشكال
البيروقراطية التي بدأنا نتحسسها هنا وهناك في الحقل الاعلامي للاسف، الا انه أشار
الى ان النقاط التي تم الاتفاق عليها هي نقاط تمثل الوجدان العراقي، وتمثل رغبة كل
اعلامي شريف يرى في مهنته رسالة حقيقية، تريد ان تطفئ نار الفتنة بين العراقيين.
وأكد أنه في اية حرب اهلية ما من منتصر فالكل
يخسر ولهذا فهو مع تفعيل النقاط والفقرات التي جاء بها ميثاق الشرف الوطني
الاعلامي، الا انه تساءل ايضا عن كيفية جعل كل صحيفة وبكل كتابها وموادها المتنوعة
ملتزمة بهذا الميثاق منوها بان يؤخذ بنظر الاعتبار ان كثيرا من المواثيق تنسى
وتضمحل بسبب عامل الزمن وكثرة العوامل المحيطة بالميثاق والتي ستعمل على اضعافه
بشكل مباشر او غير مباشر.
واقترح السندي تشكيل لجنة في نقابة الصحفيين
حصرا لمتابعة مدى تحقيق وتطبيق نقاط وفقرات الميثاق في صحفنا ووسائل اعلامنا
الاخرى، راجيا ان لا يفهم من كلامه بانه يدعو الى لجنة او مديرية رقابة مثلما كانت
عليه في وزارة الاعلام سابقا، انما يدعو حسب تعبيره الى لجنة لحماية الصحف ووسائل
الاعلام من الوقوع سهوا او قصدا في الترويج الى الفتنة التي تهدد كل العراقيين
وبكل انتماءاتهم المذهبية والسياسية والعرقية، وبين في ختام حديثه انها لجنة تتبنى
ثقافة قبول الآخر وليس اقصائه.
ميثاق الشرف الاعلامي.. ووحدة الصف
ويرى الاعلامي مؤيد عبد الزهرة: ان ميثاق الشرف
الاعلامي التزام مهني اخلاقي وطني قبل كل شيء والالتزام به يعد واجبا وطنيا في هذه
المرحلة قبل ان يكون التزاما مهنيا لأن الهدف من ميثاق الشرف الاعلامي هو التأكيد
على الثوابت الوطنية والنهوض بالبلاد من اجل وحدة الصف وتعزيز الوحدة الوطنية ودعم
مشروع الحـوار والمصالحـة الوطنية باعتباره بوابة العبور الحقيقية للخلاص الوطني.
وبين عبد الزهرة ان العمل في ضوء ميثاق الشرف
الاعلامي يمثل رسالة نبيلة ووطنية يؤديها رجال الاعلام كل من موقعه لخدمة الوطن
والمواطن والوصول الى شاطئ الامان وبر السلامة الصادقة التي تتحسس نبض الشارع
وامانيه وتطلعاته وطموحاته على سكتها الصحيحة وفي موقعها المناسب من حيث التوقيت
في الزمان والمكان والالتزام بها يشكل صمام امان بوجه كل المحاولات الخبيثة
والشريرة التي تراهن على شق وحدة الصف العراقي والسعي على اشاعة التوترات
والاحتقان الطائفي والمذهبي.
وركز عبد الزهرة على ان اعتماد شـــــرف المهنة
واخلاقياتها في ميثاق الشرف الاعلامي هو الخطوة الصحيحة المعبرة عن رسالة الاعلام
النبيلة في المرحلة الراهنة لدعم كل الجهود الخيرة لانقاذ البلاد، مضيفا أن تفعيل
آليات هذا الميثاق يتأتى من خلال التزام كل المؤسسات الاعلامية والعاملين فيها
بالميثاق وان يتداعوا الى اجتماع كبير وواسع يضم كل مؤسسات الاعلام الرسمية وغير
الرسمية لتوقيع هذا الميثاق والزام انفسهم بالعمل بموجبه مشيرا الى ان هناك سلسلة
من الخطوات لتحقيق ذلك تعتمد على جوانب مهنية واخرى بالتعاون والتنسيق بين اجهزة
الاعلام بكل صنوفها والوانها مع اجهزة الدولة لاداء الرسالة الاعلامية بشكل اكثر
نضجا وصحة، ولم يستثن الزميل مؤيد عبد الزهرة صحافة الاحزاب واعلامها مما يمكن ان
يجعلها مساهما فاعلا وجزءا مهما من حلول الازمات التي اكتنفت العمل الصحفي
والاعلامي بشكل عام في البلاد ونقله الى آفاق وطنية اكثر رحابة.
استخدام التقنية الاعلامية المتطورة
هادي الناصر المحرر في جريدة”الاتحاد “ قال: ان
ميثاقا كهذا هو ميثاق عمل اخلاقي قبل ان يقيد بقانون، ويرى أن وسائل الاعلام
العراقية نوعا ما ملتزمة بالخط الوطني والاخلاق المهنية، وان المشكلة هي في
الاعلام الآتي من خارج الحدود، والذي يؤثر بشكل سلبي في واقع الشارع العراقي،
موضحا أن تأثر الشارع باعلام الخارج وخاصة الفضائيات اكثر من تأثره باعلام الداخل.
وأكد الناصر اهمية ارتقاء الاعلام والصحافة في
العراق الى مستوى الاعلام العربي من حيث التقنيات لكي يصل الى دوائر اكثر اتساعا
وتأثيرا على المتلقي.
ولفت وسائل الاعلام الى الحرص على تقديم
البرامج والاخبار بمصداقية وحيادية وباسلوب اعلامي مهني راق.
ميثاق الشرف الاعلامي وبند حماية الصحفي
وقال الاعلامي حسن عبد الحميد(من قناة
السومرية) من اجل تحقيق ميثاق الشرف الاعلامي الوطني يجب ان تكون مشاركة الاعلامي
والمثقف والفنان جنبا الى جنب مع الكتل البرلمانية ليكون دوره دستوريا وقانونيا
وان يتمتع بحماية لا ان يهان الاعلامي وكأنه مواطن عادي بل كونه يمثل السلطة
الرابعة.
ووصف عبد الحميد الميثاق بأنه بادرة ايجابية من
اجل توحيد الاعلام العراقي بصحفه واذاعاته وقنواته الفضائية والارضية وضرورة ان
يكون عمليا لا ان يكون كلاما شفويا نقوله فقط وهذا يأتي من باب احترام المهنة
الصحفية واخلاقيتها والحياد في كل الجوانب الاعلامية من اجل خدمة العراق في هذا
الظرف الصعب، مشيرا الى ان الميثاق كان يمكن ان يتضمن نصا يتعلق بحماية الصحفي
الذي طالما همش دوره في النظام السابق وحتى بعد ان تم حل وزارة الاعلام.