نظم عشرات
الصحافيين الفلسطينيين أمس الثلاثاء 23/1/2007 اعتصاماً في ساحة المجلس التشريعي
الفلسطيني بمدينة غزة تضامناً مع قناة العربية الفضائية الاخبارية التي تعرض
مكتبها بغزة لحادثة تفجير من قبل مجهولين.
وندد
الصحافيون المعتصمون بحادث التفجير الذي تعرض له مكتب القناه بعد أن زرع مسلحون
مجهولون عبوة ناسفة أمامه ما ادي الي تدميره والحاق خسائر مادية كبيرة دون وقوع
اية اصابات بشرية.
كما نددت
كافة القوي الوطنية والاسلامية بالحادث واعتبرت الحكومة الفلسطينية الاعتداء بأنه
عمل إجرامي مرفوض وطنياً وأخلاقيا ويتنافي مع كل القيم والحريات الصحافية.
وقال
الدكتور غازي حمد الناطق باسم الحكومة في تصريح صحافي إنه ورغم الخلاف الذي حدث
بين الحكومة الفلسطينية وقناة العربية مؤخراإلا إننا أكدنا أننا سنعالج الأمر
بطريقة قانونية سليمة، ورفضنا حينها كل التهديدات التي تعرض لها موظفو قناة
العربية ، بل أننا عرضنا توفير حماية لمكتبهم من أي اعتداء محتمل .
كما نددت
حركة حماس بحادثة الاعتداء وأدانت أي اعتداء علي أي من الصحافيين أو المؤسسات
الإعلامية، مؤكدة علي دعمها الكامل للإعلام الحر ورفض سياسة تكميم الأفواه.
وطالب
فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس الجهات الأمنية بالتحقيق قي الحادث وتقديم
الفاعلين للعدالة، وتوفيرالحماية للمؤسسات الإعلامية والعاملين فيها.
وقال ان
ما حدث لمكتب فضائية العربية من اعتداء آثم هو فعل مدان ومستنكر لأنه ليس من
ثقافتنا ولا من عقيدتنا ، لافتاً الي أن حركته تنظر للحادث علي انه استغلال رخيص
ولعبة مكشوفة من جهات الكل يعلمها تحاول الاصطياد في المياه العكرة، واستغلال
حادثة تعرض القناة لرئيس الوزراء بالإساءة ورفضها الاعتذار لمحاولة تشويه صورة
حماس والحكومة وإشاعة الفوضي.
من جانبه
أدان النائب محمد دحلان رئيس لجنة الداخلية والأمن في المجلس التشريعي الفلسطيني
عملية التفجير واعتبرها عملاً بربرياً .
وقال انه
يمثل استهدافاً لحرية الرأي والتعبير، وانتهاكاً لكافة الأعراف والمواثيق التي
تكفل للعاملين في المجال الإعلامي أن يتمتعوا بحصانات خاصة، مهما بلغت درجة
الاختلاف والتباين مع أدائهم المهني البحت، وخصوصاً للقنوات الموضوعية كقناة
العربية التي دأبت علي الوقوف بمسافة متساوية تجاه مختلف أطراف الطيف السياسي
الفلسطيني .
ودعا
النائب دحلان وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام بصفته المسؤول الأول عن أمن
المواطن وسلامة المؤسسات والممتلكات لتحمل مسؤولياته والإسراع في إلقاء القبض علي
الجناة المجرمين الذين يحاولون تكميم الأفواه وفرض منطقهم غير الأخلاقي في التعامل
مع وسائل الإعلام مشيراً الي أن قناة العربية تعرضت لتهديدات مؤخراً من أطراف
بعينها وبالتالي تصبح دائرة الاشتباه محددة .
ودانت فتح
الاعتداء وأكدت في بيانٍ لها حرصها الشديد علي حرية الرأي والتعبير وحق الجمهور في
الاطلاع علي الحقيقة والوصول إليها.
واستنكرت
فتح ما أسمته الروح الظلامية والرؤية الإرهابية التي تمارس ضد الإعلاميين ووسائل
الإعلام المحلية و العربية والدولية بأشكال متعددة من قبل بعض الجهات المعروفة .
وأشارت
الي أن هذا الحدث الإجرامي يأتي بعد سلسلة من التهديدات التي تعرّض لها العاملون
في مكتب القناة وأُسرهم بعد بث تسجيل صوتي علي لسان رئيس الوزراء اسماعيل هنية
يتطاول فيه علي الذات الإلهية .
كما أكد
خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن مثل هذه الأعمال التي تستهدف حرية
الصحافة والكلمة لا تخدم سوي العدو الصهيوني ، داعياً الي تضافر كل الجهود لكشف
مرتكبي هذه الأفعال المشينة بحق الشعب الفلسطيني وتفويت الفرصة علي المجهولين
بالتلاعب بالساحة الفلسطينية.
وبدورها
ألقت ريهام عبد الكريم مديرة مكتب قناة العربية الفضائية بغزة باللوم علي الحكومة
الفلسطينية لعدم اتخاذها الإجراءات اللازمة لمنع وقوع الاعتداء.
وأشارت
عبد الكريم الي أن طاقم قناة العربية اجتمع بوزير الداخلية والأمن الوطني سعيد
صيام الذي أبدي استعداده لحماية مكتب القناة، موضحة أن الخلاف الدائر بين الحكومة
الفلسطينية وقناة العربية علي خلفية بث خبر يتعلق برئيس الوزراء الفلسطيني الأستاذ
إسماعيل هنية جاء بعلم مستشار هنية أحمد يوسف.
وأوضحت أن
هذه الجريمة لابد أن تستوقف جميع المؤسسات الصحافية وأفرادها لتغيير واقع الصحافة
الفلسطينية ومحاولة توفير الأمن للمؤسسات الإعلامية وأفرادها العاملين بغزة .
وكان عدد
من العاملين في مكتب العربية في مدينة غزة اكدوا أنهم تلقوا سلسلة من التهديدات من
قبل جهات مجهولة.
وقال سيف
الدين شاهين مراسل القناة ان تهديدات مباشرة وجهت للعاملين ليلة الأربعاء الماضي
بعد برنامج آخر ساعة الذي بثته القناة.
وبين أن
التهديدات كانت من خلال الهاتف من قبل أرقام مجهولة تخللها تهديدات قبيحة لعدد من
العاملين في مكتب العربية في غزة، وكذلك كلمات نابية، إضافة الي سلسلة من الإشارات
التي كانت تنبئ بأن امراً ما سيحدث سواء للعاملين أو المكتب.
ولفت
شاهين الي أن التهديدات لم تكن تحمل مطالب محددة باستثناء التطرق الي البرنامج
الذي عرضته القناة واستضافت خلاله الدكتور يوسف المستشار السياسي لاسماعيل هنية
رئيس الوزراء. وقال شاهين إن المتصلين كانوا يتهموننا خلال مكالمات التهديد بأن بث
البرنامج كان متعمداً، ومدبراً ومخططا له .
يذكر أن
التفجير دمر غرفة تحرير الاخبار التي كانت وقتها خالية والحق اضرارا ببعض الجدران بداخله.
وكانت
الحكومة الفلسطينية قررت ملاحة القناة قانونياً في اعقاب بثها تسجيلا نسب لرئيس
الوزراء فيه تطاول علي الذات الالهية